حدث يوما أن جيء بالرجل الطيب الحاج أبراهيم الى مستشفى المدينة بعد أن داهمه ألم الصدر الحاد..تمزقت شرايين القلب عند الحاج وماتت خلاياه، فتوقف القلب الدافيء عن الخفقان. وحدث أيضا أن كان هناك في المستشفى الرجل الشرير الذي يخافه الناس ولا يحبونه. كان الشرير مصابا بسرطان الحنجرة ولم يستطع الأطباء علاجه حيث أحتاج لزرع حنجرة صالحة، خالية من المرض. أنتبه الطبيب الحاذق لحالة الحاج أبراهيم ووفاته المفاجئة، فقرر تحت ضغط الشرير، صاحب الأمر والنهي، أن يزرع حنجرة الحاج عنده، ويثبّت الحبل الصوتي بدقة متناهية تحت المجهر الجراحي العظيم.
بعد أيام، أنتبه الناس في المدينة الى أن الشرير يتكلم كلاما حلوا، بصوت حاج طيب، في حين لم يزل هو بينهم يأتي الفواحش والشرور..!.
(اللوحة المرافقة للفنان نبيل أبو غنيمة)