بينما كان المسرح يستخدم فقط للتعبير عن الآراء حول مواضيع حياتية ثقافية أو سياسية اجتماعية وتوعية الناس،
أصبح وسيلة فعالة لرقي المجتماعات وتطورها في ظل مراهنات تكنولوجية تتفرد بعملية التربية واستراتيجيات البيتاغوجي التعليمية والتعلمية .
لا بد من التصريح بأن المسرح، مؤثر مباشر على الإنسان ودعامة صلبة ليتخذ الموقف السليم ومهارة القرارات والمنهجية الصحيحة، من هنا كان للمسرح الدور في بناء المجتمع ثقافيًا وسياسيًا وتعليميًا، فالمسرح هو لسان حال المجتمع هو المرجعية المحفزة لكل وعي، ووصول الى ما لا يصل اليه من هم تحت الركام والخشب والصدأ, المسرح ساحة واسعة لاكتساب المعرفة والتفكير الصحيح وتصويب الخيارات والإبداع والأداء بما في ذلك تطوير صوت الممثلين والنصوص والأداء والرسائل الموجهة، هو نبراس التفكير النقدي ومهارات حل المشاكل عبر عرض المشكلة والحل أمام الحواس والإدراك والمحاكاة,بعد أن كانت المشكلة على ورقة صماء وتحوله الى أشخاص وحركات وأصوات وانفعالات وأنفاس ومخاوف وتأزم وحلول.
ان للمسرح دورًا ترفيهيًا ولكن صداه التعليمي والاستراتيجي في عملية التنمية للفرد وللجماعة وبالتالي للمجتمع لا حدود له،
يسمح أيضا بالتنمية العقلانية و الفكرية و المدنية و الاجتماعية. و للمسرح إمكانية السماح للفرد بتقوية معرفته بالعديد من الأشياء،عبر ما يحويه كل نص وكل رسالة مباشرة او غير مباشرة.
بحسب خبرتي مع الأفراد في تنفيذ عددًا من المسرحيات واعتماد المسرح كوسيلة علاجية وتربوية تعليمية،أجد ان للمسرح تعليبه الخاص في انشاء جيل ومجتمع واعي يدرك ويختار ويميز
ويستطيع دراسة المشكلات المجتمعية ومحاولة إيجاد حلول لها، بل وأكثر فان الاساليب المتطورة تؤثر على نطاق أوسع فإنّ الاساليب الأدائية تُساعد على تثقيف المجتمع بأكمله، حيث تجعله مُطّلعًا على المواقف الاجتماعية السائدة، والعقليات المختلفة في المجتمع، فيكون المسرح أداةً لتثقيف الناس حول ظروفهم الحالية وتعرفهم على الكثير من العادات والمفاهيم والمصطلحات اضافة الى ان المسرح يعلب الفرد ويأسره بالوانه ومضمونه وأبجديته ،فيخرج الجمهور من العرض المسرحي حاملًا معه في جعبته تسلية موجهة مع دمعة على أمة وضحكة على فساد سلطان وحب تأجج لفتاة انتحرت وفتى عاشق ومناضل وطفل ينتظر حروفه ليخطها لغات عربية أو أجنبية وتكبر على أصوات الاعادة والتعبير والارتجال والحلول ومهارات الأداء وتفكك العقد بمهارة سلسلة متقنة.
هكذا نستبدل المواد التلقينية إلى عروض مسرحية في كفايات كبرمجة تعلم الطفل ما هو هدف اللغة والحرف والتعبير باساليب ضوضاء مفعمة بالحركة والصوت والضوء ومنها ما هو جميل ومنها ما هو بشع
بحمل هذه الأهداف والكفايات في محفظته المدرسية دفترًا أصفرًا. وقلمًا بني وطبشورة حمراء.