اخلاص فرنسيس
يُحكى أنّ امرأة من دموع إن سمعت همس الريح ناحت، وأقسمت أن تبدل السرور بالبكاء، لقلبها الجموح ذنب حبّ الناس، ما إن يلوح علم الليل تذبل فيها الروح. يُحكى أنّها أحبّت نهرًا، وكان أغزر منها نزفًا، فأشارت للشمس أن تبدّل موعد الشروق والغروب، وأشارت للقمر أن يمدّها بالخيط الفضيّ، وفي غفلة من النجوم سُرق منها التلألؤ، فراحت تتسقط أخبار النهر، تقف على فصل فيضان الروح فيه. فصل الربيع كان أن جال النهر بين الجبال والسهول، وراح يحسب المسافات، وكيف يصل لامرأة الدموع، أمّا هي فكانت تتوضّأ بنار الوجد
فرزت من دمعها حسرة تفترش سجّادة الصيف، وتعقد قران الزهور في انتظار موسم التكاثر
النهر يتذكّر الليالي الخوالي حين كانت تضحك الفراشات، وتطير العصافير على ضفافه، وترشف الغزلان من زبده
تباعدت عنه امرأة لا تشبه النساء، حبّ به ابتلي كبده، ترتق الدمع على ضفاف شفتيه، قيده القدر بحبّها، الحبّ من يسوي المسافة بينهما
اختلفت الأوقات، وانحنى للريح، أيها الإله، فؤادي استمات إليها، ففاض الوجد. اشتياق أغرق الأرض، وارتوت، إلى أن تضافرت الدموع، فاكتحلت العيون بالعبرات، وتعانقت يرجوان اللقاء، فكان فيضان نوح الثاني
نزلا من الفلْك، سارا تحت مطر الحبّ، حتى
تبلّل وجهاهما بالفرح
شمس وحياة