لا تبتسم
لا تزْدَرِدْ
لا تصطخبْ
لا تُدْبِر بلا عودٍ
وتتركَ
من خلفكَ لي
غياباً يقتلني
كل حينٍ
ألف مرةٍ
ومثقالَ مرةٍ ومرةٍ
مُذْ
كنتُ معكَ
لي أنتَ
وأنا لكَ
كلما شاغَلَتْ شموسُكَ
الليلَ في شَعري
أرتدي شالَ الجنونِ
فوق معطفي الذي أوْرَثَتْني
إياهُ
نجمةُ الصبح على غفلة
من سرابِ
زرقتها
وقد أبصرتكَ
يوم لا تُبصرُ
العينُ
ما يبصره القلبُ
فهطلَتْ
سماء الله فوقنا غزيرها
مطراً
يَشدُّ الغيثَ بحبالِ
الماء
مسْتَجيراً بوهادِ الغيم والسّحبِ
وأنا
أهدهدُ حصيفَ الكلام
بيننا
على سريرِ الليل
وأشتكي لعينيكَ
ما يَشتكي القلبُ
للقلبِ
فتأوي إليّ
وأنتَ نجمة الثريا
وعيون السماء
بروقاً
لأجلنا حيناً ترتجفُ
وأحايينَ
مع الريح تَرْتَقِصُ
أترُكُ
بين راحتيكَ تراتيلَ الجنونِ
نشيداً
وأنقش اسم البلادِ
أنتَ
فوق نهد الأرض
بريشةٍ دمها
طلاسم الجنِّ ودموع
البنفسج
فيستحيلُ وجهك سماوات
تَبْسِط طيور طيفكَ
موائد زرقتها
فوق سراب البحر
وعلى عزيف النوارسِ
وتبتسمُ
أراكَ بعين الفؤاد
تبتسمُ
فَتَسّاقَطُ على شفتيكَ
نيازكي جحيماً عذبًا
من العناقِ
والقُبَل.