أن تفتح مكتبةُ الصيّاح أبوابَها بحلّةٍ جديدة، هي تستعيدُ مجدًا جبيليًّا لثقافةٍ مجتمعيّة من فئةِ النخبة، شهادةَ من تفاعلوا مع الحدث.
“كوفي بوك”، صفةٌ عصريّة لحالةٍ عاشتها المكتبةُ منذ عرفتها جبيل مع المؤسّس خليل الصيّاح. لا آتي جديدًا إذا تحدّثتُ عن اجتماع النخبة المثقّفة من أهل المدينة وبلادها، صباحَ كلّ يوم، حولَ الجريدة وأخبار الساعة، ومناقشتها بهدوء، أو حِدّة أحيانًا. الفرادةُ أنْ كلّهم يعودون الصباحَ التالي بالمحبّةِ ذاتها لأجلِ مشهدٍ أرقى للواقعٍ اليُعرفون به.
استعادةُ الحالة، حاجةٌ هي في المكان نفسِه لمجدٍ مرتبطٍ بالذاكرة، وامتدادِها في التواصل البشريّ لسلالةِ الأحبّةِ أنفسِهم وتوسّعها، لتتشكّل المكتبة في رمزيّتها، زخرفًا تراثيًّا من جهة، وانطلاقةً لحاضرٍ في قامةِ العلى، يدفقُ ضخًّا معرفيًّا لغدٍ يُشرقُ في العولمةِ القادمة ملءَ إنسانٍ في القيم السميا!!!
من مكتبةِ الصيّاح، إلى وجه جبيل الثقيف، تيكَ صورةٌ من زمنٍ جميل، لا تعرفُ إلاّ انبعاثًا دائمًا… شكرًا خليل الحفيد، لأنّكَ لم تنمْ على إرث، بل كنتَه حيًّا وأردتَه يبقى، يتفاعل ويفيد. حسبُ المكتبة اليوم تصنعُ تاريخًا متجدِّدًا لواقعٍ ثقافيٍّ ومعرفيّ، يجمع مفكّرين وأهلَ علم من جبيل اليوم إلى كلّ قادم زمان!!!