عبود الجابري
في هدأةِ الفجرِ
تراءى إليَّ أني قريبٌ منك
مثل قاربٍ يرسو عند ضفةٍ آمنة
وجدتُني أضعُ يدي في يدكَ
وأضغطُ عليهما بقلبي
ليبقى دافئاً
قلبي الذي لم أعُدْ أعرفُ معناهُ
في اللغةِ
في تسارعِ نبضِهِ
في صمتِهِ المفاجئِ
في اختلاطِ الأصواتِ بين دهاليزِه
وجدتُني أنظرُ إلى الأرضِ
فأراها بعيدةً
حينَ أمشي عليها
هل رفعتَني إليكَ
أم أنّكَ خسفتَ الأرضَ
بأحلامي البسيطةِ؟
في هدأةِ الفجر
كنتُ قريباً من السماء
حتى أني ارتطمتُ بنجمةٍ
أو نجمتين
كنتُ جرحاً فاضحاً
في سكينةِ الليلِ
وكنتُ خبراً يتداولُه الناس
في طريقهم إلى النهارِ
وأجمل ما رأيتُه في العتمةِ
ضوءٌ شاردٌ يلمعُ من بعيدٍ
فالأشياءُ البعيدةُ
صورةٌ أخرى للحلمِ
والحلمُ صورةُ الأشياءِ البعيدة
فهلْ كنتَ تراني؟
ولماذا لم تتوقف
لتعطيني حصَّتي من قلبِكَ
عندما مررتَ على بابي؟