مريم الأحمد
إنه ورم ليس أكثر
غادرت المخبر و قلبي يغصّ بحياة تنأى عني
جسدي ثقيل و بارد رغم حرارة الصيف
كيف يمكن لإنسان مريض أن يقضي آخر أيامه؟
أول شيء عملته، تابعت السير بين الناس
و لا أعرف أبداً كيف حضرني المقطع الرهيب الذي يغنيه هاني شاكر
كيف و أنا لا أسمع هذا الفنان، و لا تطربني أغانيه
كيف ادخرتُ هذه الكلمات المشحونة بالألم لهذا اليوم ؟
تماماً هذا ما يفش القلب و يبرد الألم
رحت أغني و أعيد، أغني و أعيد و دموعي تتلاشى
محترقة على شفتيّ
” في كل شارع من الشوارع
مشيت
مع اللي رايح و اللي راجع
حكيت
من كتر حزن الناس
من قلب قلبي
بكيت
يااااه يا هاني
ما أقسى عبارة ” حزن الناس”
هل كنت تشعر بما يعنيه حقاً حزن الناس حين غنيتَ هذا المقطع؟
حزن الناس.. ما يجمع الناس.. ما يلم قلوبهم حقاً
و أنا معهم هذه المرة، تشملني الأغنية و يشملني الحزن الشائع! يشملني لحنك و كلماتك و إحساسك
يشملني الحزن ، ذلك الذي ينمو بلا أغصان أو جذور ، يكبر فجأة كقبر جماعي ، يشملني حزن الناس و أنا اليوم واحدة من هؤلاء الناس
واحدة ممهورة بشظية، بكلمة، بطبطبة، بكسرة عين تخجل لأنها حزينة، حزينة للأبد
و ماذا أفعل؟
لن يمنحي الرب فرصاً أكثر مما فعل
أضعت جميع الفرص و تقاعست عن المحبة ، عن الفرح، عن التسامح
كنت أعدّد الكوارث و نسيت النعم..نسيت النعم….. نسيت النعم