قصة قصيرة بقلم القاصة البحرينية فاطمة النهام
ذات يوم من أيام شهر أيلول، أسند الدكتور (خالد عبد الله) الطبيب الجراح ظهره على مقعد الطائرة المحلقة إلى سماءِ برلين، وهو يأخذ نفساً عميقاً، كان قد أخبر زوجته بأنه سيحضر مؤتمراً علمياً مرتبطاً بعمله لمدة أسبوع
كانت زوجته قد حضرت له حقيبة سفره التي تحوي كل ما يلزمه لمدة أسبوع كامل
عاد بذاكرته إلى الوراء، ليتذكر
لحظة الوداع، انساب صوتها الرقيق إلى أذنيه
– عزيزي..اعتن بنفسك جيدا
ـ لا تقلقي.. هذه ليست المرة الأولى التي أسافر بها إلى برلين..أليس كذلك
قطع حبل أفكاره ليفتح حقيبة سفره الصغيرة، وأخرج منها بعض الصور، كانت صور زوجته وابنتيه، أخذ يتمعن فيها، ويتذكر لحظات السعادة مع أسرته الرائعة
حب كبير جمع بينه وبين زوجته دام خمسة وعشرين عاماً، كان ثمرته ابنتيه الحبيبتين (هدى) طبيبة الأسنان و(نور) طالبة كلية الحقوق. كانت أسرته الصغيرة سر سعادته وبهجته في الحياة
أخذ يقلب الصور بين يديه، وتذكر صوت زوجته التي سألته بهمس
ـ ألن تأخذنا معك يا (خالد)
ابتسم وهو يقول لها
ـ إنها رحلة عمل يا عزيزتي
وضع حينها كفيه على كتفيها، وهو ينظر إلى عينيها مباشرة
– سنذهب معاً في يوم ما إلى برلين..أعدك بذلك.. بل سأذهب بكِ إلى كلِ بقاع الأرض
استفاق من أفكاره ليدس الصور مجدداً في جيب الحقيبة، احتضنها، ثم غط في نومٍ عميق، بعد ساعاتٍ أيقظته مضيفة الطائرة برفق وهي تقول
ـ سيدي.. لقد وصلنا.
بعد نزوله من سلم الطائرة، وفي قاعة الانتظار وجد سيدة شقراء في العقد الثالث من العمر، كانت تحمل طفلها ذا الثلاث سنوات، تلتفت يمنة ويسرة، وكأنها تبحث عن شخص ما، اقترب منها، وما إن التقت نظراتهما حتى احتضنها، واحتضن الطفل باشتياق
تعليقات 1