شادية جباعي
عين قنّاص…. وطفلة ترسم على الجدار
ذات الأنامل الخلّاقة، هكذا ينادونها في الحيّ دائمًا… طفلة صغيرة تقدح عيناها ذكاء وفطنة، الرّسم على الجدران متنفّسها الوحيد
القدر اختطف منها سعادتها بموت والدتها قنصًا، فسكن الحزن وجدانها وبات رفيقها الوحيد
فقدان أمّها شتّت كيانِها، ومزّق روحها أشلاء… كانت تسير هائمة على وجهها في الطّرقات باحثة عنها، متعمّدة عدم تقبّل موتها، مصمّمة على رؤاها أينما نظرت، لذا لجأت إلى كلّ جدار فارغٍ، ترسم عليه وجه أمّها باكيًا، وحزينًا
عين قنّاص تراقب تصرّفاتها، هي هدفه الثّاني بعد أمّها، ردّد في قرارة نفسه: “اليوم سأرسلك إلى والدتك أيّتها المشاغبة التي تذكّرينني بجريمتي كلّما رأيت وجه أمّك مرسومًا على كلّ جدار…. رصاصة واحدة سيكلّفني الأمر، وأنت ترسمين ذاك الوجه البغيض”
جسدها اليافع أوقعه في حيرة مُرّة، أين ستستقرّ رصاصته الخبيثة: أفي جيدها الآسر؟ أم قلبها الأبيض؟ أم جسمها النّحيل؟
الطّفلة منشغلة برسم عيني أمّها الباكيتين المواجهتين إلى القنّاص، نزلت منهما دمعة حارقة على الأرض، فبكت السّماء، وغبّشت قطرات المطر منظار بندقيّته اللّئيمة، ثمّ ومض البرق بشدّة صاعقًا جسده، جاعلًا إيّاه متفحّمًا
أشرقت عينا الأمّ فرحًا، فسطعت ابتسامة رقيقة على شفتي الطّفلةالصّغيرة، أعادت إلى قلبها الجزل، وإلى روحها القوّة
بقبضة مرفوعة، وبصوت عال واثق راحت تصيح: “لا للقنص…. نحن أطفال نريد الحياة… نستحقّ الحياة… نهوى السّلام…. بل نعشق السّلام
غرفة 19
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”