إيمان مرشد حمّاد
د. عودة ، جبل اليمبوس، زيوس ، ولوحة الحمار
عام 1998 التقيت اول مرة بالدكتور عودة بين كومة من الأوراق وجمهرة من الطلبة المحتشدين بهدف تسجيل المساقات. كان يتصبب عرقا في مكتب متواضع فيه اثاث بسيط ولا أثر فيه للأبهة ولا الفخامة. استمع للجميع بصبر كبير. رحب بي حين عرفت بنفسي فطلب مني أن أتحدث باللغة الإنجليزية. من اول جملتين طلب مني الجلوس في مقابلة عمل بسيطة تنم عن بساطة صاحبها. في مرمى بصري كانت صورة زيوس على الحائط ، فايقنت ان صاحبها مولع بالاساطير. طلب مني التعريف بنفسي فما كان مني إلا أن تنبهت إلى طبيعة د. عودة المولعة بالاقتباسات. فقدمت تعريفا حصلت فيه على مساقين مباشرة. قلت له I am as faithful as Penelope , as rebellious as Prometheus, as crazy as Lear, as ambitious as Macbeth, as curious as Faustus and as persistent as Odysseus. ضحك ضحكته التي تشبه ( الشردقة) وقال اوف جمعتيهم كلهم. يا ريت تكتبيهم وتضعيهم على باب المكتب. نظرت للوحة الحمار وسألته عنها فقال الحمار صبور ويتحمل كثيرا والحياة تتطلب ذلك و هذا ذكرني بصورة مشابهة في مكتب استاذي فواز طوقان في الجامعة الاردنية. سألني عن أسلحة الإنسان قلت : الألم والمعاناة والحكمة. ضحك وقد سرته الإجابة. وأضاف من لا يعاني لا يتعلم ولا يتطور . مرت الأعوام وبعد أن تم تعيني كمدرسة في القسم انتقلنا إلى مبنى القسم الحالي. وفي مرة ذهبت في مراقبة عن الدكتور عودة فسألته عن المكان فقال: جبل اليمبوس فذهبت مباشرة إلى قاعة 130 لأنه كان يرى فيها مكانا مقدسا يمكنه من الاسترسال في الشرح لسعتها ولكثرة تدريس مادة ال western فيها . رحمك الله زميلنا د.عودة لقد كنت مخلصا ومثقفا وصاحب كلمة مؤثرة قد يختلف معك الإنسان أحيانا ولكن في شخصيتك ما يجعل المرء يقدرك ويستعين بك في اي وجهة نظر عميقة
رحمك الله يا دكتورنا الفاضل