مريم أديب كريّم
إلهي..أما من سلاحٍ بحدَّيهِ يثقبُ ذاكرة الماءِ؟
هذا الشّتاءُ طويلٌ دؤوب
كثيرُ الملامحِ دمعي
وما عاد بالوسعِ أن أمضغَ اللّيلَ
أن تقتفيني الدّروب
إلهي.. أجبني
فذي لعنةُ الحرفِ حلّت عليَّ
وإنّي ككلِّ يتامى الصّباحِ شفاهٌ تذوبْ
أجبني
لأجل الذين يظنّونَ أنَّ التُّرابَ بريءٌ من الموتِ
أنَّ البنادقَ، لحمَ البنادقِ، حيٌّ، يهابُ الحروبْ
لأجل الذين تماهوا مع السّنديانةِ؛
كم داعبوا الشّمسَ
كم ألبسوا العشبَ ظلًّا طريًّا عميق الطُّيوبْ
يهيّئ للعاشقين اللقاء ويجتثُّ منهم جذور النّدوبْ
إلهي.. أما من صليبٍ
عليه نعلّقُ ما فرَّ منّا
وما فاض عنّا
صليبٌ يعرّي الزّمانَ الكذوب؟
أما من زُلالٍ جديدٍ
عن الشّعرِ يُقسمَ ألّا يتوبْ
ليطفو على صفحة النّهرِ كشفًا جليًّا
لمن أفلت الضّوء من وسط جفنيهِ عند الغروب؟