منال حداد
عندما استيقظت شمسُ الصباح الضاحكة، انزلقت الغيمة متدحرجةً على مدارج الهواء الدافىء ، تلعب مع رفيقاتها في حضن السماء. وبينما كانت الغيمات ترسم أشكالاً فوق الحقل الجميل سمعت الغيمة اللطيفة صوتاً ينادي من الأسفل ، و إذ بها زهرة رقيقة تشكو العطش قائلة
_ أيتها الغيمة الكريمة انظري إلى حالي ، العطش جعل جمالي يذبل و رائحتي تتبدد ، أرجوك أمطري عليّ ببضع قطرات حتى أرتوي
حزنت الغيمة على الزهرة و روتها حتى أشرقت من جديد ، وانطلقت سعيدة بما قدمت من عمل جيد. وما هي إلا لحظات حتى تناهى إلى مسمعها صوت الأشجار في الأكمة المجاورة تشكو العطش ، أسرعت الغيمة ممطرة فوق الأشجار حتى راحت تتراقص سعيدة وهي تشكرها وتعدها بأطيب الثمار
بدأت الغيمة تشعر بالقليل من التعب و قد ابتعدت في جولتها عن رفاقها ، وعندما كانت تهمّ بالعودة ناداها النهر الصغير
_ أيتها الغيمة… أيتها العزيزة ساعديني أرجوك ، يكاد مائي يجف
لم تستطع الغيمة رفض طلب المساعدة ، و راحت تملأ مجرى النهر بما تستطيع ، حتى عاد متدفقاً وانطلق مسرعاً عبر الحقل
نظرت الغيمة إلى الشمس تبعث آخر شعاعاتها و قد بدأ الليل يعلن مجيئه ، كانت متعبة خائفة ، وحاولت أن تغغو إلى أن تدركها مساعدة رفاقها في الصباح التالي. لكن عندما أشرقت الشمس مجدداً ، كانت هزيلة ضعيفة ولا أحد بجوارها
راحت الغيمة تبكي طالبةً النجدة ، لكن لا أحد لبى النداء
فجأة راحت أشعة الشمس الذهبية تدغدغ الغيمة الحزينة وتبعث فيها النشاط ، وهمست لها
_ لقد علم أصدقاؤك بما حل بك من إعياء ، و لا يمكن أن ينسوا ما قدمت لهم من يد العون
الزهرة الجميلة جمعت لك كل ندى الصباح ، و الأشجار جمعوا لك من نسغهم ، والنهر لم يبخل ببعضٍ من مائه ، و أرسلوه لك معي حتى تستعيدي حيويتك
ابتهجت الغيمة وهي تكنز الماء بين جنباتها من جديد ، و عادت تتراقص في أرجاء السماء سعيدةً بأصدقائها الأوفياء
غرفة 19
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”