القس جوزيف إيليا
سأبكيكَ إنْ أنتَ عشتَ بدائِكْ
ولمْ تسعَ نحو نوالِ شفائِكْ
وإنْ كنتَ تحيا جوارَ بحورٍ
وفارغةٌ كلُّ جرّاتِ مائِكْ
وإنْ صرتَ تقرأُ في كلِّ حينٍ
وما زلتَ تمشي بطينِ غبائِكْ
وأبكي إذا قمتَ ترنو لأعلى
ولستَ ترى نجمةً في سمائِكْ
وإنْ سرتَ في حقلِ زهرٍ بهيٍّ
ولمْ ترَ فيهِ ظلالَ هنائِكْ
وإنْ كنتَ تسمعُ لحنًا رقيقًا
ولمْ تلقَ فيهِ انبعاثَ انتشائِكْ
سأبكيكَ إنْ رحتَ تُجري حروبًا
وفيكَ ضعيفٌ صهيلُ رجائِكْ
وإنْ خضتَ ثلجًا بأرضِكَ حَلَّ
ورثٌّ خفيفٌ قُماشُ ردائِكْ
وإنْ جئتَ حفلًا بهيجًا ولستَ
بهِ ناسيًا ما مضى مِنْ شقائِكْ
وأبكيكَ إنْ كنتَ تهفو لمجدٍ
وأنتَ تعيدُ اجترارَ غُثائِكْ
وإنْ كنتَ تلمحُ بلوى جموعٍ
وتبقى أسيرَ سجونِ بلائِكْ
وإنْ كنتَ تنوي إزالةَ عَتْمٍ
وما أنتَ تسعى لبثِّ ضيائِكْ
وإنْ في صلاةٍ وصومٍ غطَستَ
ولمْ تدعُ جوعى لنَيلِ غذائِكْ
وأبكيكَ لو قمتَ تبغي خلودًا
وأنتَ ترتِّبُ قبرَ فنائِكْ
وإنْ كنتَ تتبعُ حزبًا وليسَ
لكلِّ الخليقةِ روحُ انتمائِكْ
وللكرهِ بِتَّ تقيمُ قلاعًا
وصخرُ الودادِ نأى عن بنائِكْ
وإنْ بإناءِ سواكَ فُتِنتَ
وهِمتَ وعِفتَ الّذي في إنائِكْ
فكن مثلما شاءَ منكَ الوجودُ
لِئلّا أردّدَ نصَّ رِثائِكْ
—
القس جوزيف إيليا