تجارياً، ساعد موقع فينيقيا البحري على أن تصبح مركزاً للتجارة ـ وخاصة البحرية ـ كما ساعد توفّر أخشاب الأرز والصنوبر والشربين على الملاحة البحرية، وهي ضرورة لازمة للشعوب التجارية، الأمر الذي أدّى إلى توجه الفينيقيين إلى الطواف في البحر المتوسط، واحتكاكهم بالشعوب المجاورة، واتصالهم بالجزر البحرية الهامة، مثل كريت وقبرص وصقلية.
ومن المعروف أن التجارة إنما كانت ـ أو كادت تصبح الحرفة الرئيسية للفينيقيين الذين كانوا بمثابة وسطاء عالميين للتجارة، انتشروا في العالم القديم شرقاً وغرباً، وحملوا إلى الأسواق الأوروبية كل سلع الشرق ومنتجاته،.
وهكذا تميز الفينيقيون باستعدادهم التجاري، استعداداً كان مضرب الأمثال، بحيث أصبحت كلمة “فينيقي” كثيراً ما تستعمل كمرادف للفظ “تاجر”. هذا ويذهب الأستاذ رينيه ديسو (René Dussaud)إلى أن التجارة إنما قد تمت على مرحلتين: الأولى، بالقوافل بين خليج العقبة وإقليم أشدود ـ وهي أسدود حالياً، وتقع على مبعدة 29 كيلاً شرقي غزّة ـ ولم يكن هذا الإقليم ـ كما هو اليوم ـ صحراوياً مقفراً. والثانية، بالطرق البحرية ـ بعد احتلال مدن الساحل في بداية الألف الثالث قبل الميلاد.
يتبع..
Image via Phoenician Bazaar.
