مجموعة قصصية يجمع أغلبها أن محورها مدينة درنة . لا أخفيكم اني أعشق هذا النوع من السرد الأدبي وربما يذكر بعضكم المجموعة القصصية للكاتب الليبي نوري البوري والفرح في مدينة درنة وهو أول من نشر قصص قصيرة في الحب والعشق والعلاقات الاسرية في التاريخ الليبي المعاصر ويعد أحمد الفساطوي أول من نشر قصص قصيرة على الإطلاق.
سيرة عالية هو اسم أول مجموعة قصصية وأطولها وتدور أحداثها كما هو متوقع في مدينة درنة بين عالية الحفيدة وعالية الجدة والأم أمنة وغيرها من الشخوص الشبه ثانوية. نعيش حياة أهالي درنة في عدة تفاصيل وتعرفنا الكاتبة من خلال شخوصها على خصوصيات مدينة درنة العريقة بدون أن تقحمها بدون سبب كما هو حال بعض الكتاب بل تقدم لنا الالوان الجميلة للتوع الليبي على جرعات خصوصا ما يتعلق فيها بالأهالي وتعرج على الخصوص على الخصوصية الأندلسية للمدينة من خلال الطراز الاندلسي للبيوت ونقوشها في حالة معينة وزراعة واسخلاص ماء الورد وحلوياتها ومأكولاته وخصوصياتها اللغوية وتعابير أهلها في الترحاب والشوق والعشق من خلال غناوي العلم أو الشتاوي وان كانت تشترك في هذه مع بقية الشرق الليبي.
الكاتبة اختارت وصف حال شخوصها أكثر من البلد بل أول ما يمكنكم ملاحظتة هو أن الكاتبة اختارت التركيز على الشخوص وعاداتهم ولغتهم وبعض تعابيرهم أكثر من التركيز على المكان وهذا في معظم قصصهم الاما ندر نجد تعريف باسم مكان أو بيت طبقة مهمشة تسميهم لاجيئن وهم الفقراء في أطراف المدينة وبشكل مقتضب وكما أسلفت في موقع آخر عن بيوت الأندلسيين. هذا لا ينقص من القيمة الادبية للعمل الا أنه نادر. ولعله من مقتضيات القصة القصيرة.
تمنيت أن أرى حضور بعض القريتلية في القصص لأنهم جزء مهم من التكوين السكاني للمدينة ولكن يغفر للقاصة أنها لم تدعي أن قصها تاريخية أومسح أنثربولوجي ادبي لدرنة.
القصص جدا ممتعة مع مسحة فلسفية راقية تدعوك للتفكير في التطور الاجتماعي للمجتمع الليبي عموما وتشعرك بنوع من القرب من هذه الشخصيات على بعد المسافة والزمن أحيانا.
نحن بحاجة لهذا النوع من الجنس الأدبي اللذي يعرف الليبيين على بعضهم البعض وخصوصا لما تسميه الكاتبة الحضور بلهجة أهل الشرق خصوصا.
تحية تقدير واحترام للكاتبة والاديبة على هذه المجموعة القصصية واتطلع لقراءة المزيد من منتوجها.
هذه قراءة في سلسلة من الابداعات الليبية التي أقرأها هذا الصيف لمعرفة كيف ينظر الليبيون لذواتهم هويتهم وشخصيتهم الليبية المميزة
ممتنّة لكم غرفتنا العزيزة والأستاذة إخلاص فرنسيس العزيزة
تحياتي وتقديري لك الأديبة محبوبة،