اماني فارس ابومره

يحدث أن يتسلل إلى قلبك شعور متخف، لا تستطيع أن تعرف ملامحه، أو أن تتبيّن سبب مجيئه، هو فقط جاء ليزعزع سكينتك، ويُرجف قلبك، يُشعرك بالغثيان لبرهة، ترتعد أوصالك، تارة يجعلك تنتفض كمن صعق بتيار كهربائي، وتارة يلصقك أرضًا كمن صفع على غفلة في صحوة دجى
تتساءل وأنت مرمي على حافة الخوف، كيف لمجرّد شعور نكرة لا اسم له، لا زمان لا مكان له، أن يفقدك توازنك، أن يزلزل جسدك الذي يحتوي على تريليونات الخلايا، كيف له أن يبعثرك كريشة لا تعرف وجهة لها، كيف له أن يجعل جوك كئيبًا كالحًا ، ووقتك سامًا يثقل كاهلك
فجأة، دون سابق إنذار وفي ثوان معدودات يتلاشى هذا الشعور، وتتبخّر آثاره لتشعر بشيء حديث الولادة يدغدغ قلبك، يوقد ذبالة روحك، يعينك لكي تلملم شتاتك، وتعيد ترتيب أجزائك المبعثرة، تتفحص غرابة ما يحدث فتعي أن كل ماحدث ليس سوى آلام المخاض ما يسمى”بالحدس” الذي يطل عليك بعينيه المتقدتين ليقول لك: اعذرني على ما ىسببته لك من وهن، لكن المشكلة لا تكمن في كوني أقوى منك، إنما في كونك أيها المتغطرس المتعالي تدعي القوة، وفي الحقيقة أنت مخلوق هش وضعيف
دعك من كل ذلك. أريد أن أقول لك :أصغِ إليّ، ولا تكتم صوتي، آمن بي ولا تجازف في تجاهلي ، فأنا لم أخلق عبثًا