ثلاثة تركوا أثرا للاجيال من خلال ابداعاتهم الراقية.
1. شهرزات، هناك من لم تصلهم رسالة هذه العروس الصبورة عندما حطمت أسطورة الخيانة الزوجية في عقل شهريار، الذي اخذ يتزوج كل ليلة إحدى فتيات المدينة وفي الصباح ينحر رقبتها. إلى أن وصل دور الشهرزادية عندما تزوجها، وفي الليلة الاولى وقبل ان يأتي موعدها صباحا لكي يتم قطع رأسها، اخذت تقص عليه قصتها الاولى.طرب السلطان الوسيم على احداث القصة، وعندما أدرك شهرزاد الصباح سكتت عن الكلام المباح. ووعدته بأنها ستكمل في الليلة الثانية.
وهكذا استمرت يوميا تسرد القصة بعد الأخرى إلى أن وصل الرقم واحدا بعد الألف. حينها قرر شهريار أن يلغي قراره الأحمق، ويحتفظ بالفتاة الجميلة زوجة له طوال العمر. رجاحة العقل والابداع في سرد القصص والتشويق، تمكنت شهرزاد من انقاذ نفسها من الموت. وكذا انقذت الف فتاة وفتاة.
وحر بنا أن نطلق عليها صاحبة “مذهب الشهرزادية” لنصرة النساء، هم جمال الحياة.
2.نيكولاي ريمسكي كورساكوف، سان بطرسبرغ, 1844- 1904.
فنان وملحن موسيقي روسي، وضع سيمفونية باسم شهرزاد.
“تتكون من أربع حركات:
الحركة الأولي: البحر وسفينة السندباد
الحركة الثانية: الأمير الكالنداري
الحركة الثالثة: الأمير الشاب والأميرة
الحركة الرابعة: الأحتفالات في بغداد” ( المصدر: الانترنت)
وتعتبر هذه السمفونية من أشهر أعمال الموسيقار كورساكوف التي انتشرت عالميا، وتم عزفها على اشهر المسارح في العالم. وقد استلهم الفنان سمفونيته من كتاب الف ليلة وليلة واساطير الشرق الرائعة، وهكذا جعل الذهن العالمي يرتبط بسحر الشرق الجميل، ومن ثم فهو يقارب بين الثقافات الإنسانية بطريقة إبداعية.
3. محمد غني حكمت، 1929- 2011، شيخ الفنانين العراقيين، من الرواد الكبار في مسيرة الفن العراقي المعاصر.
قدم اعمالا فنية من المنحوتات والنصب الشهيرة في مدينة الحب والجمال بغداد الحبيبة، وكان من اشهرها من حيث العمق الفني هو نصب شهرزاد وشهريار، الذي يتجسد في عوامل متعددة لها تأثيرها في حركة فن النحت ليس في العراق فقط وانما عالميا.
ومما ساعد في أن يصبح النصب حالة ابداعية كبيرة هي أنه:
أولا، انبثق من فلسفة الكتاب الادبي الثقافي الشهير الف ليلة وليلة. ومن قصصه التي الهمت ادباء وفنانين عالمين، منهم الأديب فولتير، بعد ترجمته إلى الفرنسية عام 1704.
ثانيا، مهارة التصميم للعمل الفني وجعله سيناريو متكامل يتضمن جمالية النحت لمكوناته كاشخاص واثاث وقاعدة للنصب.
ثالثا، جمالية المشهد الذي خرج به العمل الابداعي بحيث يعبر عن حالة متحركة وليست جامدة يشعر بها ويعيش معها المشاهد للنصب.
أنه بحق عمل فني رائع يليق بشهرزاد، وبتاريخ الفنان الكبير وأعماله الأخرى الخالدة. رحم الله الاستاذ المعلم.
وهكذا، شهرزاد وكورساكوف وغني، تركوا للاجيال أسطورة جميلة للحياة. وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
عن صفحة
Learning Journey Iraq – رحلة التعلم العراق
·