حسن خوندي
امعنوا فيك طعنا وتشويها في وجهك وقلبك وبالتأكيد في ظهرك وما زلت اراك جميلا ولم اجد لك بديلا .
أنا لا اخلط بين العقيدة والتطبيق وأفرّق بين النظرية والواقع وأميز بين الدولة والوطن.
كثيرون من اصدقائي يستهجنون بقائي في هذا البلد البائس اليائس عندما يعرفون انني احمل وعائلتي الجنسية الكندية.
كانت للاوضاع الاقتصادية والامنية اليد الطولى في ان نشد الرحال انا وهلا الى كندا . لم يكن قرارا سهلا . عقدنا العزم بعد ان عقدنا قراننا واقمنا حفل زفاف جميل اختلطت فيه كل اصناف الدموع.
كندا بلاد الاحلام الوردية والخلاص والبدايات. هي فرصة لصياغة حياة جديدة . خطط كثيرة وافكار كبيرة ومشاريع مستقبلية اخذت وقتا وجهدا وتضحيات منا، لكنها ارتطمت جميعها بحاجز ناعم من الخارج وقاسي من الداخل لم نقوَ على تجاوزه نحن الاثنين…….هو الحنين.
لم يكن الخليوي قد ولد بعد وبالاخص “الفيديو كول” ولم نكن نسمع بالفايسبوك والانستا وغيرهما التي خففت من وطاة الغربة الى حد كبير لاحقا. كنا ننتظر الرسائل الورقية بلهفة العاشق نشم فيها رائحة الاهل والوطن نقرأها بنهم ولكن لم تكن لتُشبع جوع الفراق.
الحنين…وما ادراك ما الحنين انه مزيج من اشتياق ولهفة وذكريات وشجن ، كانت اغاني فيروز وزكي ناصيف وجبة هلا الصباحية ممزوجة بالدمع حينا وبالتذكار احيانا .وكان لانسلال رائحة التراب الى انوفنا بعد اول زخة مطر مفعول القنابل المسيلة للدموع .
تصعب الخيارات بين كندا النظام والامان والاستقرار، ولبنان الذكريات والجذور والاهل والاصحاب، بين ماضينا ومستقبل الاولاد…. بين العقل والقلب.
اقولها بقناعة لليوم قد يستغربها البعض ، بالرغم من كل ما مر ويمر به لبنان لم اشعر بالندم يوما على رجوعنا واستقرارنا فيه ، وهذا لا يعني اننا لا نمر احيانا باوقات عصيية من القلق والقرف والاشمئزاز لكن سرعان ما تتلاشى بصبحية مع الزملاء أو سهرة مع الاهل ومشوار مع الاصدقاء.
عندما حان وقت هبوط طائرة العودة وعلا تصفيق الركاب كعادة لبنانية تعبّر عن الفرح بسلامة الرجوع ….بكيت ….ربما كان بكاء على الوطن أو ربما على انفسنا، ولن اقول على قدَرِنا لانه من صناعة اشرار الوطن.
صباح الخير يا وطني الجميل
صباح الخير يا وطني المظلوم ….
الأقدار
الفتنة انكسر بابها من يوم مقتل عمرؓ
لا يُجبر إلى يوم القيامة
يقول وليد جنبلاط : كلنا مشروع شهداء
لا يسع المواطن إلا الدعاء والصلاة التي هي أيضاً دعاء
الدعاء مخ العبادة
تحياتي لمرورك