أمل عباس سرور
طفولتي
جمّعتُ أطفال الطبيعةِ حول قلبي
منفذًا للروح يفتحُ ألف باب
أُرجوحتي علّقتها بفؤاد جذعٍ
لا يهاب الريح حتمًا لا يهاب
ثبّتها بزنود خفْقِ التين والزيتون
واللوز المطلّ على القباب
خبّأتُ بين أظافري وحلَ الشتاءِ
أناملي وهّجتها تبر الخضاب
مرّغتُ وجهيَ بالرّمال وبالثرى
فطفولتي درجَتْ على وقعِْ التّرابْ
وتلوّنَ الزيُّ الممزّقُ من نتوء الصخر
من شوك البراري والحِرابْ
وترصّع الجلباب من صبغ المحبةِ
والهوى فالوحل ألبسني الثيابْ
وجوارحي مرآة طفلٍ لم تزل
حُبلى بألعاب المزارع والهضابْ
فَنَمَا الربيعُ بكفِّ طفلٍ قد تعثّرَ
بالورود وبالصّخور وبالرّضابْ
أنا ذلك الطفل الذي حُبًّا حَبَا
بين التّلال وفي الوهاد على السّحاب
أنا ذلك الولد الذي سيظلُّ طفلًا
رغم قيد العيش في ظلّ الصّعابْ
لا سور يحجب رؤيتي كلّ السهولِ
ملاعبي لا ليس يعرفني السّرابْ
عيشي رهين سنابلٍ حاشا بأن
أنسى فطيف طفولتي يُثني العذابْ
لي جرعةٌ من كأس صبحٍ قد تكحّلَ
بالنّدى ويطيب في شفتي الشّرابْ
ويشقُّ فجر الروح من مقل الصّباح
وهدبهِ وبدمعه يطوي الضّبابْ
كلّي سجين الذكريات وقيدها
طاب الهوى بمهودها والله طابْ
أنا معقلٌ لمواقفٍ لمدارجٍ ألفتْ
خطاي من الذهاب من الإيابْ
فأعود للأوراق للذكرى التي
قد بلّها عذْبٌ تأرّقَ من سكابْ
لدفاترٍ مَلْأَى بسيرةِ عاشقٍ
أتصفحُ الكلمات من أنقى كتابْ
أمل عباس سرور
ماستر ٢ لغة عربية