قبيل الغروبِ في أحد شوارعِ كريتر المزدحمةِ بالعرقِ والشَّبقِ والبخورِ لقيتُ نجمة عشتار، ومن المعتادِ أن نلتقي فتياتٍ فاتنات في الأسواق، وللجمال سلطةٌ تستوقفُ القلبَ، وقد تنظرُ للمليحةِ وتتنهَّدُ ثُمَّ تمضي في سبيل حالك؛ الجمال اللحظي ينسى بانتهاء الدَّهشة والإعجاب، لكن هذه الصبية لم يكن جمالها عاديًّا، ولا يمكن أن تحيطَ بها القصيدةُ أو تحتويها سرديَّاتُ الوصف.
إنَّها ابتكارٌ آخر لله؛ عنوانُ قصائده في الأرضِ، وعلى غلافه قامة غصينُ البانِ وبياضٌ يميلُ إلى صفرةِ طفيفةٍ وعلى تخوُّمِ شفتيها “شامةٌ تستوقفُ القلب مثل نقطة تفتيشٍ”.
من أشهر عديدةٍ وأنا فاقدٌ حيويَّةُ شعوري بالأشياء، لا يحرك موتي شيئًا، لكن حين رأيتها، انتصبت الدَّهشةُ في دمي، تمنَّيتُ لو يصلب الله عمري على نهديها، لا أريد شيئًا أكثر من أن أنذر عمري في التَّقاطِ قطرات الندى من على جسمها بلساني. آه! من يأتي بها، أقسم لا تفرُّقُ البال للحظة واحدة، تلاحقني حتَّى في المنام. بطريقة ذكيَّةٍ عرفت اسمها، بحثتُ عنهُ، ووضعت لها رسالةً خاصَّةً وأبدت إعجابها الشَّديد بها، وليس من السهل أن تلفت نظر امرأة مثلها؛ لكن السطحية تفسد أرواح الجميلات، يذهبنَ لمن يملكُ سياراتٍ فاخرة وأرصدةً بنكيةً، يذهبن لهم لكسرِ جمالهنَّ بالمال، وكأنهنَّ سلعةٌ رديئةٌ يتفاخرونَ بالحصول عليها، وينسونَ الشُّعراء والخلود. وأعرفُ أنَّها الآن تقرأ ما كتبتُ بغنجٍ وتفكَّرُ في منحِ شقاوتي موعدًا ولقاءً. محمد عبدالإله