عبدالناصر الجوهرى
المدينةُ ليستْ خَوَاءْ
لى دُمىً
صادرتْها مخالبُ فقْرى
ويُتْمى
وأرْجوحةٌ مِنْ عُيون البُكاءْ
لي فراشاتُ حُزْني
وبحْرٌ جرى للقُرى
يعْشقُ الانحناءْ
لي بها مطرٌ
وحكاياتُ بين الأزقَّةِ
قد كفَّنتها عشيَّاتُ ذاك البقاءْ
لي بها رئةٌ وتضاريسُ قلبٍ
طواهُ الشَّقاءْ
لي بها وسْط تلك المحطَّات حُلْمٌ
وليلٌ مُضاءْ
لى بها ذكْرياتُ المليحةِ بنْت الأكابر؛
حين يودِّعُ حرفُ القصيدةِ إلْهامها
في اشتهاءْ
لي بها ليلكٌ
فارشٌ وسط دارة جدي
ولي شُرفاتٌ بدون طلاءْ
لي تماثيلُ جبْسٍ بأعلى النَّوافذ
تُغْري النَّدى
والعراءْ
لي خيولُ نجرُّ بها العربات
وأحلامنا ؛
لو أتانا ابتلاءْ
لي دموعٌ بقرْب ضريح الأحبَّةِ
والأقرباءْ
لي شُجيْرةُ تُوتٍ
أداعبها
حين يهطلُ حولي غروبُ المساءْ
لي بها سرْبُ ذاك الأوزِّ ؛
إذا عَبَرَ النَّهرَ مُسْترسلاً
فى استباق الضِّياءْ
لي بها
بعضُ أعْمدةٍ للإنارةِ
كنتُ اصطحبتُ غنائمَ أسلاكها
فى الرَّواح طويلاً
ولي حضْرةُ الأولياءْ
لي وطْءُ أرصفةٍ لا تملُّ الخُطى
وسماءْ
لي بها هرَّةٌ هجرتْنى؛
لأنِّى اشتهيتُ النُّزوح لـــ ” بحْرى الصَّغيرِ”
وأسبحُ دون انتهاءْ
حين أفرزُ قُطْنَ الحُقولِ؛
فصفْصافةٌ
أشْبعتني ارتواءْ
لي فصولُ الدِّراسةِ؛
حين أراوغُ جدْولَ ضرْبى
بدُرْجٍ ورائى ؛
لأنَّ المُعلِّمَ ملُّ أكُفَّ اختباءْ
لي بها كُرَةٌ
أرهقتْها لنا أرجلٌ؛
لو لعبْنا بساحٍ كثير التُّرابِ،
يُعفِّر فينا الإباءْ
لي بها
فى المواسم سِنَّارةٌ
لا تصيدُ سوى سمكٍ
نازحٍ
يلْعقُ الظلَّ فى كبْرياءْ
لي على أسْطُح تلك المنازل
بعْضُ النُّجيْماتِ تهْوى الغِناءْ
لي تفاعيلُ وقْتي المُضيِّع
حين تُمرِّرُ قافيةً
تشْتهي الانتماءْ
المدينةُ ليستْ خَوَاءْ
وازدحامُ الأماكن
ليس يؤجِّلُ بينى
وبين الرِّفاق لقاءْ
لي بتلك البناياتِ غُمِّيضةٌ
لا تغادرُ باب البداوةِ؛
إلا بمِلْحٍ
وماءْ
لي بها صوتُ أُمِّي الحنونُ
ويسْكننى لا يفارقُ فىَّ
وريدي
و لا مٌهْجتي
والدِّماءْ
لي بها نظْرةٌ ألْهمتني
ولي صرخةٌ
أو نداءْ
المدينةُ أبْعدُ شىءٍ لديَّ
وأقربُ مِنْ قُرْبها
ضحْكةٌ
أو حنينٌ تراءى
وذكرى لقاءْ
أتساءلُ
كيف مضى العُمْرُ فيها
هباءْ؟
غرفة 19
- Nietzsche’s Philosophy of Art and Beauty: The Will to Power and the Renewal of Life
- شرياني المُعَتَّق…!!سهيل درويش
- انقطاع التواصل بين الأجيال/ وتحولات الشعرية العربية في الألفية الجديدة”
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة