صخر عرب
رواية للأطفال والأحداث. تأليف ديفيد ووليامز. رسوم توني روس. ترجمة منتدى فايز علمي. عدد الصفحات 414 . الناشر الدار العربية للعلوم. ناشرون
حكاية طريفة مسلية عن عصابة من 4 أطفال هم روبن الذي يضع على عينيه ضمّادة فلا يرى شيئًا. جورج السمين الذي أُجريت له عملية جراحية ووالده نزيل سجون. وآمبر المجبرة ساقاها ورئيسة العصابة ووالدها فقير. سالي المريضة مرضًا خطيرًا لدرجة اليأس، يضاف إليهم توم الصغير الذي أُصيب بضربة على رأسه من كرة كركيت، وهو تلميذ بمدرسة داخلية يمقتها، ولا يرى والدية اللذين يشتغلان بعيدا باستخراج النفط. وشخص سادس لا اسم له ، هو الحمّال المشوّه خَلقيًا ، روح العصابة وقيمتها العالية والجميلة
تدور الأحداث في مستشفى اللورد فينت بالقرب من ساعة بيغ بن الشهيرة بلدن، والتي عندما تبدأ الساعة 12 ليلا بدق 12 رنّة، يهرع أعضاء العصابة بمغامراتهم الليلية. بأسلوب مرح طريف مضحك وجذّاب، ولتساعد الصُوَر العديدة والتي تشغل حوالي ربع الكتاب القرّاء صغارًا وكبارًا بشدّ انتباههم وجذبهم لِما سيحدث
تدين الرواية أسلوب إدارة المستشفيات – والمدارس الداخلية – بالطريقة الفظّة والبيروقراطية المتعالية، البعيدة عن الإنسانية، والانتهازية والأنانية. كما تركّز على التشوهات الخُلقية الطبيعية والتشويهات التي يصنعها الناس. فتعيدنا إلى إنسانيات الأدب الإنكليزي بالقرنيين التاسع عشر والعشرين بنزعته الإنسانية، كما في روايات تشارلز ديكنز “ديمبي وولده” – “أوليفر تويست” –”الآمال الكبار”، ولعل هذه الرواية اقتباس جميل لرواية “ترنيمة عيد الميلاد” التي شاهدها أبناؤنا على شاشات التلفزيون مسلسلات كرتونية، فيما قرأناها نحن ذات يوم. وكما تذكرنا برواية Tom Brown school days”” الشهيرة لتوماس هيوز، التي تدور أحداثها في مدرسة الفرجبي الداخلية، وروايات جون ويستر “صاحب الظل الطويل”، و”هايدي” ليوهانا تشيراي ، و”أميرة صغيرة” – “الحديقة السريّة” لفرنسيس هوجسن بيرنت الأميركية، و “الضاحك الباكي” – “أحدب نوتردام” لفيكتور هيغو و”البؤساء” بالطبع، ولا ننسى مارك توين وحكاياته في “الأمير والفقير” -“مغامرات توم سوير” وغيرها، والتي مُثلت أفلامًا سينمائية ومسلسلات تلفزيونية. لقد استطاع ديفيد ووليامز تسليط الضوء والمعالجة والشرح لطرق التربية البالية التي لا تزال سائدة، وتستعمل القسوة والشدّة والأنانية، وإدارة المشافي السيئة الخالية من الرحمة
في هذه الرواية عودة وبقوّة للمصادر الطبيعية للعمل الروائي، وإن لجأت إلى الحداثة في العلم والتكنولوجيا والتقنية، واستعمال الرسوم الذي هو عامل هامّ ومشجع ومحفّز للإقبال على متابعة القصص والحكايات
إنّ تزيين القصّة بالصور ذات الأبيض والأسود، اللذين لا يعطيان جمالهما للون آخر، وبأحجام مختلفة وبأماكن متغيرة تضفي أجواء من السحر والخيال والمتعة
من خلال الصراعات والمغامرات التي تدور، والتشويق ندرك كم أنّ الحياة جميلة وممتعة، وتستحق أن نناضل لتبقى ونبقى، وليكون كل منا ذا، وذات قيمة حياتية عالية، تجعلنا نسعى للتمسك بها وبحقوقنا الطبيعية دون خوف أو عٌقد، رغم الصعاب والعذابات
أنصح الكل بقراءتها، صغارا وكبارا والمشتغلين بكتابة القصص سيما أدب الأطفال والفتيان، وأتمنى نشر المزيد
غرفة 19
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم
- الأدب الرقمي: أدب جديد أم أسلوب عرض؟- مستقبل النقد الأدبي الرقمي
- “أيتها المرآة على الحائط، من الأذكى في العالم؟”
- كتاب من اكثر الكتب تأثيراً في الأدب العربي والعالمي تحليل نقدي لكتاب- “النبي” لجبران خليل جبران
- فيروز امرأة كونيّة من لبنان -بقلم : وفيقة فخرالدّين غانم
- سلطة الدجاج بالعسل والخردل