هوشنك أوسي
في العِشق، القلبُ المُستعملُ، أفضلُ وأكثرُ جودةً ورحابةً، من القلبِّ الغرِّ، حديثِ العهد، الذي لم تعثْ فيه امرأةٌ لهيبًا وحفرًا. القلبُ الذي تعاقبتِ النّساءُ على سكنه؛ تحفةٌ – آنتيك، تزدادُ قيمته بالتقادم
أيَّة امرأةٍ، إن دخلت قلب رجلٍ، ورأت آثار نساءٍ أخريات، عليها أن تفرح، وألاَّ تسعى إلى التنظيف والتكنيس والإمحاء. لأنها مهما حاولت، ستفشل. ضالَّةُ المرأة أن تنقّب عن قلبٍ يحتويها، لا التنقيبَ فيه. ضالّتها الملء وليس المحو. يستحيلُ على امرأةٍ طرد أخرى من قلب رجل، ما لم يفعل هو ذلك. القلبُ يبقي مَن يشاءُ البقاء، ويطردُ مَن يشاء
لماذا عليها أن تفرح، إذا عثرت على قلبٍ كثير الاستعمال؟ لأنها دخلته، وسط الزحام الموجود فيه، ونجحت في تبوِّ مقعدها ومقامها في ذلك القلب – المُتحف
المرأة إذا قرَّرت مغادرةَ قلب رجل، يستحيلُ عليها مسح الآثار التي تدلُّ على مرورها فيه. ولا تكون مغادرتها تلك إلاَّ لعلّتين
الأولى، شعورها بالغربة في ذلك القلب. والثانية، عثورها على قلبٍ آخر يأويها. المرأة التي لها قلب، لا يمكن أن تعيش بدون أن تسكن قلبًا آخر. مَن تُدمن سُكنى القلوب، لا يمكنها العيش في العراء. المرأة التي تمتلك قلبًا، مهما كانت تميل إلى العزلة، لا يمكنها العيش خارج أيّ قلب، حتَّى لو كان قلب كلبٍ، ابن كلب. ربّما يكون قلبَ رجلٍ يكبرها سنًّا، أو يصغُرها، ربّما يكون قلب رجل أعزب، متزوّج، أرمل، مطلّق، غني، فقير، مثقّف، أو خلافه. المهم أن يكون قلبًا ترتاح فيه، وتطمئن إليه، ولو لحين
المرأة التي لديها رصيد كبير من القلوب المساكن، لديها رصيدٌ كبير من الحياة
ما القلبُ بقلبٍ، إذا لم يتقلَّب، الأصل فيه؛ الإباحة، ودوامُ النبض والحراك، من حالٍ لحال. والتحريمُ فيه؛ السكون والركون