شادية جباعي
يداها تتجمّدان من صقيع الوحدة، راحت اليد اليمنى تحنو على اليد اليسرى وتلامسها برفق ورقّة، وآنستها اليد اليسرى حنانًا وودًا، فتشابكتا…. وما هي إلّا لحظات حتى اتّقدت روحها تشجيعًا وتحفيزًا
باب الوظائف في الجرائد والمجلّات هو مبتغاها الوحيد….. هي لا تبحث أبدًا عن وظيفة شاغرة، لأنّها صاحبة دار كبيرة خاصّة بألبسةالسّيّدات، بل عن عناوين لصالات تُعنى بقص شعر النّساء، وتزيينهنّ
اتّصلت بكمّ هائل منها، وجمعت الكثير والوافر من الشعر الطّبيعيّ، ثمّ بدأت بتنفيذ مشروعها
أيّام وليالٍ من العمل المضني، تكدّ وتتعب مع مجموعة من العمّال حتّى تبلور نصب عينيها ما حلمت به: العديد من الباروكات المصنوعة من الشّعر الطّبيعيّ
ها هي أمام مستشفى الأمراض السّرطانيّة، توزّع الباروكات على كلّ المرضى فتلمح حبورًا في عيونهم المتألّمة الباكية
ما تمنّته في صغرها حين ماتت والدتها إثر تعرّضها لهذا المرض إذ تساقط شعرها أمام عينيها…. حقّقته بغصّة لازمتها منذ طفولتها وحزّت قلبها في كبرها
شادية جباعي