لوركا سبيتي
الثامنة من ليل الأربعاء، كنت قد انتهيت من اللمسات الأخيرة على اناقتي المعهودة،فستان ربيعي تقصدته حريريا فضفاضا زاهيا منسدلا الى ما بعد خطواتي اتمايل به كأنه جسد آخر يشاركني الطريق…ولأخبئ عري صدري ،رميت الشال المذهب والموشى بالورود على كتفيّ،فتسرب الضوء في ظلال العتمة وإذ بالذي أردت ستره أشد ضوءا وسفورا.. الكحل الأسود الذي فتحت به حدود عينيّ الصغيرتين والعقد النحاسي المعتق والخواتم الآخذة مكانها في اصابعي والأساور المرتاحة اكثر من زندي، اشعراني انني غجرية هاربة من حدود الأمكنة، بذاكرة لا تُنكر وقلب مستعر وكفين جاهزتين لصفع احدهم…امرأة لا تشبه الملتهفات ولا القابعات خلف حقيقتهن الأبدية ولا اللواتي يعشن خلف أحزمة الواجب البائس يتلحفن حلما في الليالي البخيلة ويتمسكن بنهارات متتالية لا يوقفها صقيع الضجر
وانا اخطو نحو الباب المفتوح دوما، سرى بي اشتياق الى رجل غريب لا أعرف عنه شيئا ولا أعرف ما اصبو اليه ، غريب لا تبلغ به اقدامه ازقتنا الموبوءة بصريف ابح لئيم، ولا تتسلل أفكاره نحو أفكارنا المهشمة فوق اجران الزمن
ترافقت مع خمسينية تكاد تكون الصديقة الوحيدة في شبكة علاقاتي البلامعنى..امرأة بجمال بلا مقاييس..عملت سابقا كصحافية مترجمة من اللغة الفرنسية الى العربية ،وعملت في التدريس وايضا كانت مناضلة وطنية اكثر مما يستحق هذا الوطن ،مبدئية اكثر مما تحتمل المبادئ نفسها..بعينين خضراوين مخبئتين وراء نظارة اظن انها لم تفارقها طوال عمرها الماضي.وساقين قصيرتين على الرغم من طول كعب حذائها الذي ما ان حضرت لتصحبني حتى لفتني لونه الأحمر .جرأة منها صديقتي وامتداد لكل ما اعتنقته بالأحمر ،اختيارها لهذا الحذاء!
حادثتها بنبرة عالية تتناسب طردا مع سمعها الضعيف طوال الطريق من بيروت الى جونية حيث “كازينو لبنان: لحضور آخر عرض ل Carmen Mota..فرقة الرقص الآتية من اسبانيا
يتبع👋
قصة
لوركا سبيتي