ليلى علي احمد
استدراك
تمدد بجسده الضعيف على ظهره فهو من حوالي الثلاث سنوات لم يستطع النوم بشكل سوي
اراح رأسه على وسادتين والقى بساعديه على جانبيه فيما راحت ترتب الغطاء على صدره وكامل جسمه
جلست بقربه على السرير
(يا للزمن كيف يأتي على المرء ويغير احواله)حدثت نفسها واتبعتها تنهيدة طويلة
مالك يا بنيتي
امسكت بكفيه تقبلهما وراحت تمسح على جبينه
اكثر من ثلاثين عاما مضى على قصة زواجها الذي احدث ضجة كبيرة في القرية وبين المعارف والاقارب فقد رفض
الاهل العريس واقاموا الدنيا واقعدوها
هل سامحتني ؟
يطرق الرجل وينظر اليها بابتسامة حزينة
لقد اصبحت جدة الله هو المسامح
وتعود الذكريات
صبية مكافحة حصلت على عمل في العاصمة من اجل ان تكون قريبة من جامعتها يبدأ نهارها في السادسة صباحا حيث تستقل سيارة الشركة التي تقبع في اطراف المدينة في مكتب يعج بالعمل الحسابي المالي محملة بكل هموم الدراسة والمعيشة
ماذا بك يا ابنتي اين شردت؟
كان هو شابا في مقتبل العمر وقد توفيت زوجته اثناء الولادة تاركة له ولدا
التقاها عند بعض الاصدقاء وأعجب بها
واعجبت به
واتفقا على الزواج
لم يعنها ما كان عليه فقد استشارت عقلها الذي دفعها الى اتمام الموضوع
وراحت تحلم كيف يمكن ان تكون اما لابن امرأة اخرى غيرها
كنت بحاجة لمن اسند رأسي على كتفه
كنت تعبة حد اليأس
وكان مفجوعا ووحيدا
ابدى لي الحنان والاهتمام اللذين افتقدتهما
يا بنيتي هاتي لي شربة ماء
(قاطعا سلسلة افكارها)
مدت يدها بالكأس
اخذ رشفة قليلة محركاً شفتيه بما يشبه الشكر
هل سامحتني يا والدي
اعادت الاعتذار متحسسة اصابعه التي بدت عظاما يكسوها جلد رقيق اصطبغ بنقط داكنة
كيف لا وهو ابن التسعين
ابتسم مرة اخرى قائلا
فليحفظ الله ابناءك واحفادك
(امام القاضي وقفت تعلن موافقتها على لزواج منه ) وسط استغراب البعض واعجاب البعض الاخر
كانت الصورة كانها اليوم لم تبرح خيالها
لم أكن اريد الاساءة اليك يا ابي
كنت احاول تغيير حياتي
اعرف انك تألمت و
اسكتي يا ابنتي …اسكتي
قالها بصوت ضعيف ممسكا بيدها وقد ازداد خفقان قلبها
راحت تمسح وجهه ورأسه محلوقة
وقد فاضت عيناها
في اليوم التالي حملت اغصان الريحان والمبخرة وجلست قرب الشاهدة ترقب الافق الغائم