محمد أبو معتوق
بسبب الحرب ..فوجئ الرجل وفوجئت المرأة ..أن زغباً أبيض يتساقط منهما كلما هماً بخلع الثياب لأداء بعض الأعمال
المرأة جمعت الزغب وأخفته ..وتشاغلت عن الأمر بالحديث عن الجيران ..بعد مدة تحول الزغب الى ريش وبدأ يطل ببياضه ونعومته من أطراف الثياب
المرأة صرخت في وجه زوجها قائلة :هل تخونني مع دجاجه
يا إبن الحلال
قال الرجل بوجل واندحار : لا والله . ولكنني شعرت إحدى المرات برغبة جارحة بالخيانة..عندما شممت رائحة شواء
ثم قررا معاً الذهاب إلى طبيب الحي ..المتفقه بأمور الأعشاب
وبعد الدفع والمعاينه ..سألهما الطبيب سؤالا عميقاً يساوي ضعف المبلغ الذي تقاضاه منهما ..وذلك عندما قال : اخبراني عن نظامكما الغذائي يرحمكما الله ..وما نوع اللحوم اللعينه التي تستهلكانها ..صباح مساء
فقال الزوج : بسبب الحرب ومشتقاتها ..نسينا ماهو طعم اللحوم الحمراء.. وتفرغنا لتناول الأجزاء المتطرفه من جسد الدجاج ..تلك الأجزاء المفعمة بالريش والرغبة بالطيران
ففاضت عينا الطبيب بالعصارات وقال : لاحول ولاقوة إلا بالله
لو أن عاداً وثموداً فعلوا فعلتكم ..لغفر لهم الله
وأنا من جهتي انصحكم بتناول الأشياء الحمراء .. ليبتعد عنكم الريش الذي يغري بالطيران ..لتظلوا متيمين حباً بهذه البلاد وحاولوا ما استطعتم.البحث عن الأشياء الحمراء وأكلها ..حتى ولو اضطررتم لانتزاعها من بين أنياب الذئاب
..في الطريق الى البيت ..فكر الزوج..وفكرت الزوجة بالأشياء الحمراء التي تبعدهم عن انياب الذئاب
ويستطيعون تناولها دون منغصات
فلم يتذكرا سوى رب البندورة الحمراء
..فتقدما إلى البيت بتوازن واطمئنان
.دون أن تخطر ببالهما القذائف والذئاب التي مازالت تدفع الكثير من أبرياء البلاد ..ليتساقطوا على الأرض
وقد سالت من أطرافهم الكثير من الأشياء الحمراء