ريما آل كلزلي
حينما يشتهي الضوءُ
أن يرسمَ لوحة،
تتأهب الأشجارُ فترتدي جبّة الربيع،
وتتزين الأزهارُ بأقراط الندى اللامعة،
وتمشّط الجداول بَريقَها،
فتغفو الألوان على غيمةٍ
من حديث الصّباح.
وحينما يريدُ أن يكتبَ قصيدةً،
يرسمُ في خيالاته جسرًا
يعانق ذاكرةَ الأزمان،
فتضيء دروبُ الحبِّ
وتُزهر الأماني كأزهار البرتقالِ في بستان الحنين.
حكمةُ القصيدة
أن تنسجَ الأفكارَ من حريرِ اللغةِ،
نصًّا ينثرُ أحرفَهُ على صفحاتِ الأملِ،
ويتأملُ في صمتِهِ:
هل يُستعادُ الذي أضاعته الروحُ في زحامِ العمر؟
هل تلتقي الأرواحُ ما بين سطرين
في لغزِ الوجود؟
ربما…
إنما…
حين تكشفُ الكلماتُ
عن وجهها للإلهامِ،
تختفي الحروف…
وتبقى المعاني صامدة
في عروشِها!
وحينما يسدلُ الضوء ثوبَه،
تتلمسُ الظلمات قلبَها،
فتتشابك الأفكار
على مسرح المعاني،
بحثًا عن رسالة خفية
تتماهى مع المصير.
إذا أراد أن يخلّد قصيدتَهُ،
يدّعي أنّها أسطورة
ما زالت تُروى،
كأغنية الرياح في ليالي الشتاء.
اللوحة المرافقة للفنانة فيفيان الصايغ