
د. ميسون حنا
كلام، مجرد كلام، كلماتك تتغلغل في أعماقي، وتنبش ذكرياتي، وتلملم شتاتي، فأسبح في بحر هواي، وأغرق، لكني أتحقق أني في غرقي أحيا، ويسكنني الجنون، ويعود بي إلى الشاطئ، بعد أن آغرف من كنوز البحر جواهري، وأنثرها على صفحاتي كالدر المكنون، يلتقطه عشاق الكلام، ويصيغون منه أنشودة عشق لتكون ملاذا لعاشق مفتون، والكلمة أحيانا تصعد بنا نحو القمة، أو تقودنا للهاوية، ومع ذلك لا نموت، لكننا نحترق ثم ننهض من رمادنا ، ونصيغ عبارات تعيد لنا الروح، ونبني من جراحنا صومعتنا، ونحيطها بسياج لا يخترقه غير المُستلب لفنون الكلم
أنا الشيخ الذي غزا الشيب مفرقي، وجعلني أتسكع على أبواب الحكمة، طالبا العلم والهدى، فقادتني خطاي إلي وغصت في لجج أعماقي زائرا، أو تائها، أو صائدا لكنوز دفينة، نبشت منجمي أطلب النجاة، وأدركت أن لكل عاقل منجم، لن يصله إلا من ركب الموج عكس التيار، وإصرار يلح عليه أن يواصل الطريق، وهو في كهولته لن يصل إلا عندما يولد من رحم الأحزان ولادة جديدة، عندما يسحقه الحزن والمرض، ومن آهاته يغزل خيوط القصيدة، وقصيدتي اليوم أتلوها على مسامع مرضى هذا الكون، ليطردوا اليأس، ويتعلقوا بخيوط أمل من الشمس مصدرها وشمس الحقيقة في صدورنا تنير أفئدتنا بنورها، ولا نحترق بنارها.
يا مرضى هذا الكون، كونوا على لقاء معي لنطرد شبح الخوف، ونزرع مكانه زهرة عشق، ومن عبقها تنفخ في أرواحنا دفقة وليدة، لنبدأ العوم من جديد
غرفة 19
- الروائية الإماراتية لطيفة الحاج: أحاول في كل عمل أكتبه أن أضع شيئًا عن العين
- مهاد ( من كتاب التحولات السردية في الأدب الإماراتي ) – د. مريم الهاشمي
- تحليلٌ أنثروبولوجيٌّ لأغنية “La Bohème” لشارل أزنافور.. ذاكرة المكان وهويّة الفنّان المنبوذ
- “الزمن الجميل”…هل كان جميلا حقا؟ (22)
- سعادة وقصص أخرى قصيرة جدا
- رؤية فلسفية





