د. مصطفى الضبع
أن تكون
1- نبيلا
أن تكون نبيلا تمنطق الأشياء بحثا عن أسباب سقوط النفوس في حضيضها الأزلي ، ستدفع ثمنا غاليا بحجم الحياة
كنت أعبر بين تأويلين حين فاجأتني وردة بطعنة نافذة بعثرت المجازات الساكنة في يقين اللغة ، هب أنني كنت عائدا من حرب لم أشعلها وبراكين لم أنج منها ، فقط كنت أتوق إلى لحظة أحصي فيها خسائري ، وحجر أتكئ عليه من سقوط قادم
عصا …..غليظة
أخبرتني التكنولوجيا أنني خاسر لا محالة، فيما أعلنت وكالات الأنباء أن النبلاء هم القادرون على اكتشاف الألم
والانتظام في دورته الأزلية
قلت لها : الحياة معبر بين شاطئين وقد أوصاني أبي أن أترك أثرا مقيما حين أهز المعبر فترتعب قلوب وتفرح أخرى ، تمتمت بكلمات ثم أشعلت النار في المعبر فكنت الراقص الوحيد في جمر المسافات الجامحة
كنت أشتعل والأشجار تحرك أذرعتها لتغلق طريق النهر القريب ، والنهر يوشك أن يتبخر بين كذبتين تتجذران في الأفق الدامي
أن تكون نبيلا سيكون عليك أن تتوسد قلقك باحثا عن أغنية تليق بطعنتك الحسناء ، وخساراتك التي لا تحصيها روحك المستندة على سرابك الأزلي ، وفشلك في انتزاع الحياة من العدم واقتناص فرصة لسعادة مهاجرة
كنت بين اليقين وبين العدم حين راودني الوقت عن وقته واعترضتني ذكريات الغريب الذي نهش الوقت مني وهو يطلق حربه المنتصرة فيما أظل أجادل الريح لأصنع وقتا يليق بوقتي وحياة تليق بأحلامي الباهتة
أن تكون إنسانا يعني أن يدهسك الوقت وتقتات الحروب على بقاياك فيما تظل الروح تشهق في حنينها الأخير للحياة
هنا فقط سأترجل تاركا الحروب والمسافات و أنصاف الرجال وأشباه النساء وبقية حلم شوهته الحكايات القديمة
طعنة إن كان لابد منها فلتكن من عدو لكنها أن تأتي من ساكن الروح فالنار أولى بيقينها الخاسر
لم يبق من الوقت سوى بعض يقين بأن العمر لم يعد صالحا لبث الحياة في نخلة فقدت قدرتها على الحياة
لم يبق سوى أن نلملم بقايا حروف أغنياتنا ونحن نستعد للسفر غير آبهين للموسيقى الجنائزية التي تزف أرواحنا للفناء