يزن السقار
لا فرق إذ كانت البوابة عالية
أو تكسر ظهر العابرين
هي لحظة
و المرور يصبح فعلا ماضيا
و يستمر المسير
تقول الذاكرة أنا كل شيء
أنا جرحك العميق و الشفاء
أنا نكهتك الأولى
خبرة الضوء على أوتارك
و لحنك المضيء في عتمتك البائدة
اجترار ملامحك المتقافزة في عناد الأزل
زندك و المعول و التربة و الشجر
خطؤك المعضوض على شفتيه
و صوابك المتعرّق
أنا درسك الغبي الذكي
أنا ورقة زبدة طبخت عليها عرافة كل انهزامك
خوفا من التصاق الوشم بجسد الندى
خوفا على الصدى
و على لحن الناي و القيثارة العتيقة
أنا تجربتك في الحلم
هاويته و التحليق
كل ألوانك لي
و وجهك التصفق كفوف ملامحه أمام المرآة
لي
يقول الغد لا تلفت للوراء
لك عنق هش
لا يحتمل صرخة ولا رَجْع
و علاقة خفية باليقين
أن لا تنفع الأصابع في لمّ الماء
ما باء بالابتسام قد باء
و ما باء بالخمش و الانزلاق العفوي قد باء
و أن الرهان فات موعده
و وجه النرد قد نام
لا تلتفت اللون فات
و دهشة الأشياء أكلت أمها
يقول الآن توضأ بالشمس
و افرد صدر براحك
زلالا
كأنك ولدت بعد لحظتين
أغمض كل تجاربك
عدّل كل زواياك
خذ كل ما طفا من الذاكرة بكفيك
اغسل أقدام المشاوير
و سر
تقع أو لا تقع لا فرق
الأهم إن وقعت
أن تذق طعم حفرة ثانية