لوحة للفنان العراقي صادق طعمة ألوان خلفيتها مفعمة بالحلم الذي يغط فيه الرجل وهو جالس على كرسي مقهى ، المقهى التي ترتبط دائما بثلاثية الفنجان والجريدة والزبون ، هذه العناصر الثلاثة تحضر بقوة في اللوحة ولكن يبقى أهم عنصر فيها هو هذا الشخص الذي يحلم بعالم النساء وهن في أوضاع مختلفة ، منهن من هي متمددة وغير مبالية واثنتين تراقبان الرجل وبنفس ألوان ملابس الرجل وكأنهما من أفراد عائلته ، ورابعة تتمدد بحركات راقصة وتشغل الحيز المهم في محور اللوحة وبلباس أحمر يبعث الدفء والحرارة في اللوحة وكذلك في مخيال الرجل الحالم بجانبه كرسي خال رغم أن فنجان صاحبة الكرسي موجود فوق الطاولة. وفي أسفل اللوحة قط ، هذا الحيوان الذي ارتبط بالأنوثة، وكذلك عند الكثير من الشعوب بمعتقدات وأساطير متعددة ، فهو نذير شؤم عند بعض الشعوب إذا كان أسود وفأل حسن بالنسبة لشعوب أخرى ونذكر على سبيل المثال تميمة القط الأبيض ” مانيكو نيكو ” عند اليابانيين . وتم توظيفه في الكثير من الأعمال الفنية والأدبية ونذكر من بينها رواية نجيب محفوظ ” خمارة القط الأسود” و” القط الأسود ” لإدكار آلان بو ” ولوحات الفنان الإنجليزي” لويس واين” والفنان الياباني” هوكوساي “.كما ارتبط أيضا هذا الحيوان بمرض الشيزوفرينيا .وربما هي حالة الفصام التي يعاني منها من هذا الرجل الذي يبقى مستغرقا في حلمه بين فراغ الكرسي وامتلاء مخيلته بنساء يؤثثن هذا الفراغ ، وتتمدد اللوحة ليظهر لنا كرس ثالث يجلس عليه شخص آخر في الجانب الأيسر من اللوحة وكأنه في حديث مع شخص آخر أو مع نفسه. والكل يجلس على أرضية حواشيها عباره عن حافة قد تهوي بهم جميعا إلى عالم الواقع .