سهاد شمس الدين
ماذا لو قلت لكَ إنتظرني
إنتظرني صُبحاً ومساء
ولكنّي لم آتِ
فهل كنت ستعاتب البحر
على هذا الجزر والمدّ
ماذا لو قلتُ لك
سأُفرِدُ شعري لكَ خمائلَ ورد
وانتَ في طريقك إليّ
وحين تأتي
لن تراني ولن ترى الأقحوان ولا الورد
ماذا لو أشعلت سجائري
واحتسيت معك فنجان قهوتي
ووعدتُك كوعد الريح في الصيف
بأني سآتي إليكَ في الغد
وماذا لو انقلبت أدوار الرواية
وأصبحت أنت الضحيّة التي تفتّش عن مرايا الوعد
ورحت تقول لي كنت أبحث عنكِ
كما يبحث التائه عن أرضٍ ووطنٍ
حين يثور النهر ويهدر الرعد
وماذا بعد
حينَ أُُجنُّ وحين أنادي بأعلى الصوت
ماذا فعلت يا الله
حتّى أُرمى داخل جدرانٍ بيضاء
بكلّ هذا الشوق ومعي وجهُكَ المهد
فما إجمل الرحيل إليك
حين يُنادي هديل الحمام
كلّ الراحلين إلى بلاد الغمام
فنتوه انا وأنت
وننسى وجهينا كطفلين يلهوان
وسطَ كلّ هذا الزحام