محمد أبو معتوق
دخل المريد إلى خيمة معلمه مرتعداً
وقال :البارحة يامعلمي شاهدت مناماً مرعبا.ً . تمنيت بعده أن لاأقوم من النوم
فقال المعلم : وهل شاهدت في المنام أباك يوقظك ليقول لك
لقد رأيت يا ولدي في المنام أني أذبحك
قال المريد : لقد ظهر لي والدي في المنام ..لكنه لم يقل بأنه سيذبحني
قال الشيخ : فما الذي قاله لك .؟
قال المريد : ظهر لي والدي في المنام في هيئة فارس لا يهاب الموت
ثم اعطاني ثياب القتال التي ورثها عن أجداده
وطلب أن ألبسها
فلبستها
ثم أخذني إلى أماكن بعيدة عن الأمان
وقريبة من الحرب ..ودفعني إلى الخنادق والدخان والقصف ..وأعطاني سلاحاً
ثم تاملني بحزن
وقال
وقبل أن يتركني ويمضي سألته :هل رأيت يا والدي في المنام أنك ستذبحني
فقال: لا
فقلت : فما الذي رأيت ؟
فقال أبي بحزن : لم أعد أقدر على الرؤيا ..في اليقظة أو النوم
وأكاد أن أعبر جداراً دون ان أراه
لذلك تشهر الحروب أسلحتها
ويتم إعفاء الأباء من سن السكاكين واصطحاب اولادهم إلى رأس جبل ..ليذبحوهم..قبل ان يتبين لهم الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر
وهكذا تسلمت الحرب مصائر الأبناء
وتم إعفاء الأباء من هذا الحيف
ثم كان صمت يامعلمي وكان حزن
….وحتى لا تقع نظرات أبى على عيني آونة الذبح . .. هرب والدي بعيدا عن دهشتي واضطراب عيني
بعد ذلك صحوت
فما الذي سيكون يامعلمي
لو انني تابعت النوم
فقال الشيخ : لو ان الجميع ناموا ..وتركوا اليقظة نائمة في البئر
لما تجرأ الوثنيون على ذبح أبنائهم
ولما قامت في بلاد المؤمنين أقسى أشكال الحرب