الكمنجاتُ تعزفُ لحنًا لبعيدٍ قريب، ولي أنا القريبُ الغريبُ عنّي.
قيثارةٌ ترفو نسيجَ خيالِ طفلٍ كان هناك، في زُحامِ المدينةِ ضاعَ اليومَ منّي.
الكمنجاتٌ معراجي إلى سماءِ الفراشِ، يَخِزُ قلبي وترٌ كأبرة الصنوبر،
عصفورًا يهبُّ مذعورًا من أغصان أيكة، يصيح أنا هنا ،آهٍ كمْ كنْتَ يا قلبُ غافلًا عني.
كمنجاتٌ تهمسُ في أذني:
لك ما تشاء من الذكريات، نرجساتِ الماضي، حكاياتِ الشتاء الشهية ، ولك ما تريدُ، بطلًا على صهوة حصان,ولكَ ما أراد الحلمُ حسناء تحملُ سلّة زهر على حرير زنديها، وفي العينين نشيدُ التمني.
قيثارةٌ تضحك ، قيثارتي تبكي تُرقّدُ الحمام في أعشاشه، وحيدًا أطيرُ ، يحملني فراش الطفولةً ، أعلو ، فوق ، في هسيس الّليل، أنا ، غمامٌ ، وهي في السماء قريبةً مني.
الكمنجاتُ تعزفُ لحنًا في ليلي أنا السروبُ الوحيد ، يفرّ صوتها البعيُدُ من المدينة ، يجذّفُ موجَ الغاباتِ قريبًا يصيرُ ، نُجَنّ من
بكاء ،نغنّي.
الكمنجاتُ تعزفُ لحنًا لبعيدٍ قريب، ولي أنا القريبُ الغريبُ عنّي.