تحت عنوان “من وحي الحجار” أقامت الفنانة التشكيلية د. منى شعير، معرضها الرابع في دار الأوبرا المصرية، لفت عنوانه انتباهي وانا من المعجبين بالفنان علي الحجار، ولأول مرة يرتبط أسم فنان معاصر بمعرض فن تشكيلي، مما دفعني لزيارة المعرض والالتقاء بالفنانة التشكيلية المبدعة والتعرف إليها والوقوف على تجربتها، والاستفسار عن كيفية أن يكون المطرب أو الأغاني مصدر للإلهام في مجال الفن التشكيلي،دخلنا المعرض والذي افتتحه الفنان الاستاذ علي الحجار، والذي يضم ٤٦ لوحة تناولت أبرز أعمال الفنانة منى، وكان أكثر وأكبر من توقعاتي، أدهشتني الألوان والانسجام والمزج بين الإنسان والطبيعة والحيوان، الأسلوب الراقي،
للوقوف أكثر على المعلنات والمكونات واسرار هذا المعرض كان لنا هذا الحديث الودي مع الفنانة التشكيلية د. منى شعير
وبدأنا بالسؤال عن سبب اختيارها لاسم المعرض واختيار الفنان علي الحجار بالذات، خاصة انها اول مرة يرتبط معرض باسم فنان مصري معاصر؟
أجابت، لم يكن هناك تخطيط مسبق للمعرض كي يكون له علاقة لاغاني الاستاذ علي الحجار، هذا ثالث معرض فردي لي، غير مشاركات اخرى، اتعودت في أعمالي أن أقرأ وأرسم، أول معرض لديوان
المسحراتي لفؤاد حداد
التاني من وحي ألف ليلة وليلة وبعض القصص والاساطير، هذه المرة كنت ارسم من غير قراءة، من غير أن تكون لوحاتي ان تكون لها علاقة مع قصص،
عادة ابدأ اشحن نفسي وجدانيا مرتبطة بحاجة لمستني، اعبر عنها بصور تشكيلية مثل ديوان شعر او رواية أو اغنية، تلهمني وتسجل عندي و أترجمها إلى لوحات، قبل أن تختفي، وهذه المرة من فترة طويلة اسمع الفنان علي اسمع وارسم من حوالي أربع سنين، ولماذا الفنان علي؟ هو رفيق رحلة الدراسة وانا من جمهوره ومحبيه، وكنت اسمعه وانا ارسم، هو حنجرة وتاريخ له قيمة وموهبة منفردة وأصيلة تستحق تجربته أن تؤرخ وأن تعرّف في أكثر من معرض، من هنا حبي وعشقي للاستاذ علي فهو يقدم فن مميز جدا، وبالتالي يثير مخيلتي بشكل جميل جدا، وأعبر عنه بأسلوب رائع، وسبب اختيار اسم المعرض لماذا هو بالذات، هذا حقه شارك بالتجربة بشكل أو أخر، قبل أن اعمل المعرض أخبرته، واستأذنته، وقلت له يمكنني أن أغير الفكرة أو أن اسمي أي اسم تاني، وليس شرط أن أصرح أن الصور التشكيلية اللوحات هذه خارجة من وجدان متأثر مشحون باغنياتك، قال لا ابدا اشتغلي وقدمي بالمناسبة الأستاذ علي خريج فنون جميلة، ، في البداية اول ما سمع الفكرة هو قال لي اتخضيت، وبعد ذلك فرح للفكرة وبعد ذلك
أول مرة يكون هناك معرض فن تشكيلي يقوم على وحي سماعي ، فالعمل هنا الدائرة اكتملت أوالتجربة اكتملت، كلمة فلحن فأداء صادق، فمخيلة ووجدان اشتغل وترجم هذه الصورة كلها إلى شكل وصورة وعمل فني
فهذه التجربة هي اول تجربة بالشكل هذا، وهي تجربة فرضت نفسها علي، لم اقصدها، وكنت حريصة من قبل أن اكون متفردة وليس استنساخ من اخر قبلي، كل منا لديه التقنية الخاصة به، ولست نسخة من آخر، لي الأسلوب الخاص بي، وإن كنا صورة من بعض ما الجديد الذي نقدمه هنا؟
وفي سؤال آخر عن أي من المدارس الفنية التي تأثرت بها، أو أي فنان بشكل خاص من هو؟ او هم؟
لم يكن هناك اي مدرسة او فنان تأثرت به، ليس لدي اتجاه معين، فأنا أحب المميز بأي اتجاه، الفنان رائع بأي اتجاه، في بعض نيمونيه وأعمال تأثيرية وبيكاسو والسريالية جميلة جدا، سلفادور وفان غوخ، ولو تحدثنا عن الشكل الموجود الان، الساحة الفنية، أو الساحة الابعد قليلا، عندنا كثر لدينا كتير رسامين ونحاتين، وكل واحد من هؤلاء أعجب بشيء معين من عنده، اتأثر بها واخد منه شيء معين اكوّن بعدها ثقافة بصرية ومخزون وجداني اخرج منها بثقافة خاصة بي ومن روحي بأسلوبي بأدواتي.
الأستاذ يعقوب الشاروني والذي توفى من ساعات، كتب لي كلمة اعتقد وأعتبرها دستوري الذي اتبعه واسير عليه والقانون الخاص بي،
اهم ما في الفن الصدق وأهم ما فيكي الصدق، انا بحس أني بتفرج على لوحات مرسومة من القلب، وانا حريصة أن أقدم فن من القلب، ويمكن لهذا كان اختياري للاستاذ علي، لانه انسان مخلص وصادق جدا في فنه ولا يقول كلمة وإحساس إلا ويصل، وطالما وصل إذن هو صادق.
وعما إذا كان هناك اختلافات او تقارب بين الاتجاهات الفكرية والفنية بين معرضها الحالي والسابق قالت:
بالنسبة للاختلافات الموجودة في معرضي، هناك مراحل طبعاً،
المعرض يقدم تجربة أربع سنوات، ومستحيل الفنان أن لا يتغير ولم يتطور في فترة أربع سنوات لهذا اسلوبي تغير في اكثر من مرحلة وانا قسمت الاعمال حتى في طريقة العرض، هناك طرأت على العمل نقلات وخبرات، يكون هناك تطور في خلال هذه الفترة، هناك فرق بالتقنية، هناك ريشة واحبار، شغل دقيق وناعم جدا، وهناك أعمال فيها ضربة فرشة وجرأة والوان زاهية، التجربة متكاملة ولها مراحل اكيد طرأت عليها تغيرات ونقلات لن نقول اختلافات بل نقلات وخبرات يمكن أن تصل لمرحلة من الدسامة التشكيلية أكثر، والخبرة التشكيلية أكثر، والقدرة التشكيلية اكتر ويمكن توصل لمرحلة من التبسيط والتناغم أكثر، اللوحات اعتقد انها تشبه النغمات الموسيقية، احيانا تعلو واحيانا وتهدأ نغمة ، تمام كما اللحن والاغنية، واعتقد هذا الذي جعلها قريبة جدا وتشرح أغاني علي الحجار،
وفي السؤال عن الدلالات والرموز الخاصة بالحيوانات والطيور التي ظهرت في لوحاتها قالت:
بالنسبة للدلالات الحيوانات والطيور،اولا ليس هناك فنان لا يوجد لديه رمز أو رموز يحن لها أو تمسه او يشعر أنها قريبة من شخصيته تعبر عن قوته أو ضعفه، انا احب الديك جدا أحب أن اتفرج عليه فيه زهو ونشاط وسيطرة وأحب الحصان أشعر ان فيه القوة والانطلاق،وفيه جواد قوي، ودائما في معارضي طيور وحصان وديك وعصافير، واحب رسم الحيوانات جدا،واعتقد أني في رسم الحيوانات أقوى أكثر من اي شيء أخر، لهم دلالاتها المعروفة الحصان العصفور والجناحان الحرية والطيران، والجديد في معرضي هذا رسمت البومة والطاووس، رسمت الطاووس مع كاركتر امرأة عبرت عن أغنية مسألة مبدأ، لان شعر ان في الطاووس عزة نفس وشموخ وثقة يمكن أن يكون واحدة عندها مبادئ والقوانين الخاصة بها كالطاووس، والبومة أيضا عبرت عنها في أغنية متمنعوش الصادقين من صدقهم ومتحرموش العاشقين من عشقهم وكانت البومة ورا وردة حمرا رمز الحب والحميمة والعشق، ورسمت البومة بشكل حلو، انما هي لها رمزية الحرب والصدق وحالة المحبين والعاشقين،
جميل جدا
وتجربة رائعة لنوع جديد يقوم على الوحي السماعي
واهتمامكم بإبراز هذا النوع من الفن وبالمجال بشكل عام أمر يستحق الإشادة والشكر والتقدير
مزيداً من التقدم والنجاح والتميز والتألق أتمناه لكم 🙏🌹
لك خالص الشكر والتحايا