اخلاص فرنسيس
من يرتّبُ لي مسائي
قليلٌ من خمرةِ الأزهارِ
أفتحُ نوافذَ الليلِ
وفوقَ طاولتي ورقةٌ
وعلى الكرسيِّ منديلٌ أحمرُ
كومةٌ من الرسائلِ
تجهشُ فوقَها الحروفُ
تقرعُ العواصفُ نوافذي
وملحُ جسدُكَ
يسيلُ من دمي
يرتفعُ ضوضاءُ الموجِ
يلتفُّ حولَ عنقي
ينامُ وجهُكَ في كفّي
يرتعشُ مثلَ عصفورٍ
هاربٍ من وجهِ الصيّادِ
الليلُ يطولُ
على إيقاعِ قلبٍ نهشَهُ الشوقُ
تعرى من عتمتِه
حولَه الريحُ والمدى
من يرتّبُ المساءَ
من يهدّئُ خلايا جسدي
ومن يبلسمُ الأشواقَ في شفتي
سيرحلُ الليلُ
ويرتفعُ النهارُ
والزهرُ ينحني
وفي البعيدِ
رملٌ وصحارى وهواجسُ وذكرى
أتقلّدُ الرحيلّ مرةً أخرى
تحاصرُني الوجوهُ
والأحلامُ تصطلي فوقَ الشفقِ
أستلّ وصايا أمّي
من كتابِ اللغة
أقشّرُ الحروفَ من فوقِ الصفحاتِ
علّني ألقاكَ بينَ السطورِ
وفوقَ سريرِ الغمامِ
يطيرُ الحمامُ
يغطّ الحمامُ
غنِّ لي
أريدُ أن أنامَ