المهدي الحمروني
كحالةٍ تحيَّرَ فيها الوحي
تتطلَّبُ صوفيِّةَ نصِّها
بفرضيِّةٍ أو بأُخرى’
لما يلمَسُ سماءَ الشفق بتيههِ
كإهداءٍ خاص
لن أحرِم تصحُّري من تنزُّلٍ يليق بانحيازكِ
أنا المُثقَلُ بما تأجَّلَ عسفًا
على بديهة ارتجالي
وما تحت سطوة اللحظة
بكُلِّ ما يتجاوز مناوءة القراءة
إلى عِتابكِ المُستحق
فادفعي بالتي هي أرحب للقصيدة
أنا على حافّة إلهامكِ
مُدجَّجٌ بحنينٍ ما
لكتابة نصِّه المُفارق
مثل نبيٍّ على ربكة البعث
على مُحيّاكِ أن يأذَن بِمثُولٍ تأخّر طويلًا
بكامل اعتذاري المُدانِ على الغفلة
لأقِفَ مُناجيًا مُلككِ المُضاع
سأعتَبُ على تِيهي في النجاةِ إليكِ
فامسَحي على قصيدتي
كي لا تُفرِّط في كتابكِ من شيءٍ في السطوة
تتمثَّلِين للشِعر كربَّةٍ لهُ
من أعراق بكارة الخيال المُترَف
أيُّتُها الانفراجُ لاحتباس حرارة استهلاله
خذي بيدهِ إلى نُضجه في الكمال
لمُلكَكِ الذي لا يُظلم فيه لجوئي
أطلقي خُطاهُ العاثرةَ في ريح هوامش التوق
ليقرأَ في قسماتكِ مُتونه الموعودة بالنبوّة
حمَلتُ جبالًا من كتمان العوَز لحنانكِ
بي حنينٌ مُرسَل
بأمانةٍ تنُوءُ بها لغتي
أمام غموضٍ مُلبَّدٍ بالمُجاهرة
في قلق البوح
يهزِمُني ازدحامُ الكلام
وتمُرُّدُ مُبَرَّري المُرهَف في النبض
ها أنا أنهمِلُ
طافيًا خارج النص
كتداعي سَدٍّ عتيق
نحو بِذرة اسمكِ
الشافعُ وحدهُ للصهيل
لأَنهلَ من وحيهِ
دون حِجاب
ليكتبُني بنظرةٍ كالمدى’
نظرةٍ تشفع لجنوني
وتؤمن بضعفي العابر إلى تخوم مديحكِ
مثل مهاجرٍ شريد
وأفواجَ نازحة
قولي أيَّ شيء
ألتمس به دخولًا آمنا
واعتذارًا توّابا
إلى تبنِّيك لي
هل بلغَتكِ الوهلةُ الجبارة من الانهيار ؟
لربما تأجّلتْ كثيرًا
فوقعتْ دفعةً واحدة
كنت أترصَّدُها
وأحبُل بها لِمَامًا
لم أمتلك القوة على إجهاضها
لكنها جاءت كما تنبأتُ بها
عفويّةً ومُرهفةً ومُبرَّرةً
كلحظةٍ تاريخيةٍ مُختزلة
كم أنا سعيدٌ كطفل
بحُضن إِذنِكِ لهذياني
ليحفر سيرتكِ في لغتي
سأحتاج أن تُزمِّليني ممّا ألمَّ بي من وحيكِ
بفزعةٍ من قلبكِ الحنون
كي أُعلنَكِ رسولةً في معابد وثنيَّتي الغائرة
بكلماتٍ بسيطة الغِنى’
كقسماتكِ وهي تحدِّثني بلوحها الفريد
سأعشق كُحلَ النظرة الخاصّة بي
التسريحةَ الغجريّةَ لِفِطرةِ الأصابع
صِبا نظرتكِ العميقة الشرود
أُحِبُّ الشعور بالجمال الخاص في لامبالاتكِ
كان الدخول لعالمكٍ كقفزةٍ بجوادٍ من حُصنٍ إلى نهر
نحو مأوى لفرار أسير
أُحِسُّه بعناق قُربى ورعيّةِ رَحَم
وجِوارٍ لا يُظلم
عنده أحد
___________________________
زليتن. 5 نيسان 2022 م