لك نصف قلبي
لك نصف عمري
و النصف الآخر يا أمي
يهرب مني، يلحق كلّي
يتسابق إلى حضنك الدافئ
يلملم شتاتي
يعزف على أوتار أيامي، لحنَ حياتي
أنا لك يا أمي برعمُ الطفولة
أنا لك عكازُ الأيام الخجولة
نورٌ على نورٍ، في ليل عينيكِ
دعيني يا أمي أعانق يديكِ
دعيني
أرتشف من فنجان إيمانك
بعضَ إيماني
لبّيكِ أمي، و تفنى بعدكِ الأكوانِ
رضاكِ يَهمِس في عمري
يا شمساً تُشرق في أفقي
يا قلباً، يومَ البرد، وشاحي
يا قِبلةَ دمعي
يا من حرّرتِ من قفصي ابتساماتي
و سقيتِ جفاف العروق صلاةً و ابتهالاتِ
أمي، و زجاجُ الروحِ يلمع
و نقاءُ الثغرِ يشفع
لشقاواتي
و في كفّيك نحو السماء
أقرأ يا أمي دليل أمنياتي
تحفر جدار يأسي، تخترق انكساراتي
و سبحتك الخشبية
تبني فوق آهاتي جسور سلامي
تصقل في روحي درعي و أقلامي
لو حاربوني أني بحضنك ارتميت
و كلما لفحتني رياح الحزن اليك أتيت
لو قطعوا جسدي لنصفين
لو فار الدمع كصفّين
لو عاتبوني أني كبرت،
أني بغنجي عليكِ ما اكتفيت
لو صرخوا عن هذا الصدر قومي
في صدرك أكثرَ سكنت
لو يعلمون يا أمي
أن في حبِك عقلي و جنوني
أني في مرآتي
أرى أمي