لا أعرف كيف أقترب ولا أعرف كيف أبتعد. لا أعرف هل أحبّك أم أكرهك؟ لا أعرف هل ّأكرهني أم أحبّني؟ أناصادقةأم كاذبة؟ هذه الثرثرة لا تجدي. أحتاج الله؛
أو أحتاج أن أخلع أردية الأنا. هلّا تغفر لي كلّ شيء وأي شيء؟ أنا خرقاء
فعلا أؤذي من أحبّ. عليّ أن أبتعد… عليّ أن أعود نقية. أنا أحبّك فعلا بشبق مطلق وبنقاء مطلق، بذكاء أنثى وبسذاجةطفلة، قريبة وبعيدة،
صادقة وكاذبة، حيّة وميتة! ربّما الانتظار، والتربّع ها هنا على هذه الناصية، ويدك التي تنتشلني، هذه كانت خطيئتي.
أبكي؟ نعم. ليس لأنّي أريد منك شيئا محدّدا؛ لكني بصدق لا أعرف كيف أحب ولا كيف أمارس الحب. لا أعرف كثيرا من الأشياء التي يزعم الآخرون أنّها بديهية! أنا التي جاورت هذا العالم ما يكاد يقارب عمرا كاملا، خرقاء كطفلة، وغبيةكعجوز لا تثق بقدرتها على التعلّم!
في كلّ الأحوال، أنا أحبّك فعلا؛ هكذا كما أفقه الحبّ أنا. الحكاية بيننا ليست من تفاصيل وهورمونات وقبلات. تدنو مني أسمو فوق جسدي، وأشعر بك طريقي إلى ماقبل الخطيئة. ليست الحكاية أنّ أنفاسك من
دفء وحياة، وأّنّ الوقت أعبره معك بغبطة؛ ليست الحكاية أنّي معكُ أُسعد تلك الطفلة التي فقدت ثقتها بالله وبنفسها وبالعالم! إن قلت هذاستكون حكايتنا مرسومة بتفاصيل غير مقنعة كمروياتنا، وكقصصنا التي
تملأ رفوف المكتبات ولا تلامس حروفها خلية فينا. أنا أبكي، أعشق، أكره، أجوع، أشبع، أغار، أحنق، أهدأ، أحلم، أخاف، أطير وأسقط، وفي وسط كلّ هذا لا أنفكّ ألمحك.
أعرف أحزان ذاك الطفل اليتيم الجائع أبدا بابتسام!
أعرف موتك المتكرّر وموتي المؤجل… ها أنا عارية تماما، من جلدي وابتسامتي وثيابي التي تغوي، وكلماتي وخططي ومخطوطاتي… عليّ أن أصل وحدي. الحكاية هنا، يقولون لها طريق واحد، أحادي الاتجاه: علّي أن أحبّ وأقبل وأضاجع وأنجب وأكذب وأردّد كلمات جوفاء، وأبكي وأضحك، وأدخل القبر بسلام آمين!
الأصل هناك، وأنا وأنت وغاب، وأحبّك… ألتصق بك بفمي وبالأماكن الأخرى المتاحة؛ وأغمض عينّي وتغمض عينيك ويغيب العالم بترّهاته.يقولون هذه اللحظة من غواية،وأقول هذه اللحظة هي كلّ الحكاية!
(أنا أخطئ كثيرا…)