مردوك الشامي
ما أرخص الدم البشري في يومنا هذا. وما أغلى الأكفان، حين لا تفرّق الكوارث السخيةُ بين الجرد والجبل،.. بين الطفولة المحايدة القسمات وحقل العليق
أتدحرج كأية كرة كلّ صباح باحثاً عن مرمى أريح فيه روحي من ركلات العصر
الكائنُ البشري المعاصر مجرد كرة،.. الزمن حذاءٌ عتيق،.. ولا صافرة في الأفق تعلن عن ضربة جزاء تُرتكب بحق المواطن الأعزل
الوقود أغلى من الدم،..أغلى من الضمير، النقود رايات حديثة جداً تخفق دائماً على الأسطح المستعارة،.. ما أقلّ الغيم الضاحك،. وما أكثر حلكة التراب
أتسلى بالكلمات المتقاطعة،.. ما اسم السلاح الذي يقهر الموت،.. أقول الموت
ما اسم الحياة الحركي،.. الطفولة أقول،.. فألمح على الشاشة أضرحة أطفال تقاذفهم اللهب والموج، يا لهذه الحياة ما أقصرها،.. عمر الإنسان أقصر من عمر الوردة،.. لهذا نتهادى الورود ونقلع عن تبادل العناق
لهذا، نحتفي بالهشيم، أكثر من احتفالنا بالحضور
نحتفي بالجنازات أكثر مما نفرح للمواليد،.. إنه آخر الزمن ، الكوكب كله يشتعل، يذوي تحت عباءة الأوبئة غير مبالٍ بالرياحين، والرماد حصاد أزمنة الاشتعال التي لا تعرف الانطفاء
حاولت الكتابة بالحرير،.. فإذ قلمي ينزفُ والمدى ورقة ترتعش،.. حاولت الغناء، فإذ المنافذ مسدودة بالناعقين،.. حاولت الهمس، الصراخ،.. فإذ حنجرتي تسقط ممطوطة على التراب
ها أنذا أروّيها بما تبقى من الدمع،.. علّها تُنبت شجرة حناجر،.. علّها تكون حقل صراخ جديد،.. من يتجرّأ على الريح،.. من يحوّل صدره إلى حاجز صلب، ليقول للنوارس إن البحرَ يحترق،.. إن الحدائق تسكنها الغربان
أنا المواطن لا شيء،. أنتمي إلى وطن يحتضر، إلى كوكب يتداعى،.. إلى شعوب تقاد إلى الذبح، وكل ما تفعله مزيد من الثغاء،.. والعويل، والسير وراء الضحايا
أيها الوطن الدريئة،.. متى تصير بندقية
أيها العالم الهدف، متى تتحول إلى صيّاد،.. أسقط الليلة من شاهق الحلم،.. تتكسّر تحت ارتطامي الأرضُ،.. تنشق السماء
ها أنذا في منفاي ، في وحشة الاغتراب القسري،.. أحاول الابتعاد عن الشظايا،.. لكن الغيلان تلاحقني،.. الأصوات تغتال مخيلتي،.. والواقع في مكان آخر يتمزّق
ها أنذا كفأر جبانٍ أختبئ وراء محبرتي
وأكتب نعوتي على شكل قصيدة
غرفة 19
- إنسـان فيتـروفيـوس- للفنان الإيطالي ليــونــاردو دافـنـشـي، 1487
- الحياة والمحبة والتعلم: ثلاثية متكاملة
- صرخةُ قلمٍ باحث عن كلماته الضّائعة
- “ظلالٌ مُضاعفةٌ بالعناقات” لنمر سعدي: تمجيدُ الحبِّ واستعاداتُ المُدن
- الشاعر اللبناني شربل داغر يتوج بجائزة أبو القاسم الشابي عن ديوانه “يغتسل النثر في نهره”
- سأشتري حلمًا بلا ثقوب- قراءة بقلم أ. نهى عاصم