ذَلِكَ…
الذِي فَاقَ المُلُوكَ جَمِيعًا
وُلِدَ فِي كُلِّ الفُصُولِ
شِتَاءً وَ رَبِيعًا
ذَلِكَ…
الذِي أتَى بِمَعِيَّةِ البَرْقِ
مُرْعِدًا، مُزْبِدًا
وَ سَرِيعًا
كَانَ قَد…
انْهَمَرَ مَعَ أَوَّلِ وَدْق
كَثِيفًا، هَائِلًا
وَ يَانِعًا
جَلَبَ…
بُذُورَ الوَقْتِ مَعَهُ
فِي رِيحِ سَيْفِهِ
وَ جَلَبَ مَطَرَ الخُلُودِ
فِي سُفُنِ شَعْرِهِ، وَ بُحَيْرَاتِ عَيْنَيْهِ
ذَلِكَ…
الذِي رَأَى كُلَّ شَيْء
قَدْ…
رَأيْتُهُ لِلتَّوِّ
يَمْرُقُ بَيْنَ رُكَامِ الرُّفَات
يُمَزِّقُ بَرِيدَ الغَمَامِ وَ المَوَات
يَمْتَطِي صَهْوَةَ الزَّمَانَات
يُصَوِّبُ سَهْمًا وَ دُعَاءً
نَحْوَ السَّبْعِ سَمَاوَات
لَا زَالَتْ…
أطْيَافُ حُمْرَةِ سَيْفِهِ
تُزَيِّنُ المَمَالِكَ وَ المَعَابِد
تَشُقُّ أسْرَابَ البَدْءِ
وَ تُرَاقِصُ سُفُنَ النَّفْيِ وَ العَوْد
***
“بَعِيدَةُُ عَنْكَ…
أورُوك الغَابِرَة
السَّحِيقَةُ فِي غَفْوَةِ الآلِهَة
قَرِيبَةُُ مِنْكَ…
أورُوك العَابِرَة
المُجَنَّحَةُ فِي مُهْجَةِ الآلِهَة”
هَكَذَا…
تَكَلَّمَ ذَلِكَ
الذِي رَأى كُلَّ شَيْء
ذَلِكَ…
الذِي ثُلُثُهُ طِينُُ وَ صَلِيل
وَ ثُلُثَاهُ لآ-زَمَنُُ وَ آلِهَة
*شعر خالد صابر
آيرلندا، ١٠ يوليوز ٢٠٢٣
توضيح هام:
هذه القصيدة مستوحاة من ملحمة جلجامش البابلية