هزلت يا عرقجي .. كل نقطة عرق منك روت عطش اللبنانيين

اسماعيل حيدر

كانت الثواني الأخيرة كفيلة كي تغير مجرى التاريخ.. عصي علينا الأمر لكنه لم يكن كذلك على “الرهيب
إنتزع وائل عرقجي الاهات من افواه اللبنانيين واحس بأنفاسهم وهي تلهث وبأعصابهم تذوب فحمل على الأردنيين حملة رجل أغر وحقق للبنان الإنجاز
نحن في النهائي امر لا بد منه.. عشنا الهاجس المرير نتخبط فوق صفيح ساخن ونحملق بالشاشة الصغيرة وكأننا على المدرجات نقف على اهبة الاستعداد ونشعر بالفخر.. المنتخب الأردني يتفوق علينا بفارق خمس نقاط في الثواني الأخيرة انتهت المهمة، لكن لاعبينا ظلوا متماسكين غاب الحلم للحظات وظل العرقجي ودوريش يحاولان، الى ان أعادا الروح من جديد وحققنا التعادل بثلاثية “درويشية”
تقدم الأردنيون بفارق نقطة واحدة (85-84).. 11 ثانية كانت تفصل بيننا وبين النهاية المؤلمة، ليكشف الرهيب صفوف المنتخب الأردني بلمحة بصر ويشق طريقه بثبات ويعلن عن تقدمنا وفوزنا (86-85).وتأهلنا الى المباراة النهائية
هكذا كانت الصورة في أندونيسيا.. بينما كنا في لبنان نغلي ونتحسر حتى الرمق الأخير.. نحن ابطال اسيا مبدئيا ولقاء استراليا الثالث عالميا والذي يعتبر من قارة أوقيانياعلى اللقب سيكون صعبا، لكنه غير مستحيل يعني اننا أنجزنا المستحيل
لا أعرف سياسيا واحدا فعل ما فعلته السلة والعرقجي بالذات.. ولا علم لي ان اركان الحكم شعروا للحظة بمعاناة الناس وبشقائهم وغبنهم وبعذابهم الأبدي.. لم يحرك احدا منهم ساكنا امام ما يصيبنا ويدفع بنا الى الهلاك
بسلة واحدة من العرقجي إقتنعنا وفرحنا، رضي الناس بمصيرهم فرحوا وهيصوا وتنفسوا الصعداء وكأن الحصار الذي يضربهم ذهب مع الإنجاز الكبير
ماذا فعلت بنا يا عرقجي ..أذهلتنا تعلقنا بك على مدار إسبوعين أصبحت شخصا منزلا ومميزا وصاحب رأي سديد.. نحن نشاهدك ونصدقك ونحتذي بك.. الست من اقسم على أن يسعدنا وينتشلنا من هذا الضيق.. صدقت اليوم ورفعت رايتنا وأدهشت اسيا والعالم ككل
هل نقارنك بالسياسيين او الحاكمين.. الفرق شاسع ولا مجال انت صادق وخدوم وأولئك كاذبون ومخادعون، كيف يمكن ان يردوا عليك وهم كل الجاه والمال وانت تلعب باللحم الحي وبالعرق وكل نقطة سالت منك روت عطش اللبنانيين
ردوا عليك لكنك “جبل لا تهزه الريح”.. نزلوا من عليائهم وتنازلوا عن عنجهيتهم وتكبرهم ولم ينالوا من علو كعبك. ماذا فعل هؤلاء للناس غير البؤس والضياع.. بينما انت تهديهم الحياة وتحيي فيم الروح
هزلت يا عرقجي.. هذه مكافأتك ان يقولوا فيك كلاما لا يليق بهم ولا يرقى لمستواهم.. من قال ذلك واهم وغير مدرك هم وهميون وانت الحقيقي والأصيل والمدرك لقضايا الوطن لأنك الوطني المخلص.. سلمت وسلمت سلتك ويداك والله ولي التوفيق