Karin Boye
1941-1900
بأرواحنا الضالة،
بلا هدف،
نسير هكذا للأمام
من مكان لآخر دون أن ندري متى نتوقف
ولا حتى هدف المسير.
كل ما ندركه هو تناوب الليل
ليلة ثقيلة يعقبها شروق مبهر
ونعلم أن رحلتنا قصيرة
مع أنها متمادية القساوة.
وندري أكثر أننا في ليلة مؤرقة
ننصت بصمت لصرخات مكتومة فينا
آتية من خرير يجول
كخرير جدول يسري في عمق الأرض
أو همهمة قوقعة شفيف
يُسمع فيه كل البحر*
وفي هلع دواخلنا نتوقف عن التساؤل:
أي طريق سنسلك؟
هكذا بأرواحنا الضالة، نسير للأمام
من مكان لآخر
دون أن ندري متى نتوقف
ولا حتى هدف المسير.
ولكننا، نشعر أن قلوبنا تمضي بلا مقاومة،
بلا خيار مُسيّرة نحو بحر ذواتنا المجهولة
كي نغور عميقا في خرير صَدَفِ محارنا.
……………………. …………………. …………………
* تناص مع باولو كويلو (1947) في روايته الرائعة (الخيميائي) حيث يرد فيها:
(طلب منه الخيميائي أن يضع القوقعة على اذنه، فهو قد قام بهذه الحركة كثيرا عندما كان طفلا، وقد سمع منها صوت البحر،فالبحر يقبع دائما في هذه الصدفة، لأنها أسطورته الشخصية، ولن يفارقها إلى أن تعود البحار وتغمر الصحراء ثانية) – المترجم
ص 331-431. الخيميائي، ترجمة فاطمة النظامي، عن دار الباحث للنشر والتوزيع في سوريا. الطبعة الأولى 1997