يبقى المقدس مقدسا حتى تراق قدسيته وتلوكه الألسن، وكذلك لا قيمة للثمين حين يكون مباحاً؛ ولقد لعب الشعر دورا كبيراً في استسهال التعامل مع أسماء لها هيبتها؛ النبي أيوب صار نادرا ما ترافقه ( عليه السلام)، ذلك لأنه صار متاحا لكل شاعر ربما يعاني من الانفلونزا البسيطة، أو من هجر حبيبته ليقول ( أصبر لك صبر أيوب وبگده بعد مرتين)، ومثل ذلك قصة النبي يوسف مع أخوته، لكن يوسف (ع) لم تستهل اشاعته في الأغاني مثل النبي أيوب.
في التلفزيون نفخم الرؤساء والمسؤولين لكننا لا نحترم علماءنا؛ ولقد لاحظت في بعض البلدان العربية، ولا سيما في مصر، عدم ذكر اسم المبدع من دون كلمة اعتبار تسبقه أو تلي اسمه، حياً كان أم ميتاً.
( ج، س) هذا اسم كتاب ثمين لأستاذ الأجيال د. علي جواد الطاهر رحمه الله؛ لكننا في عصر السوشال ميديا، وسينسى هذا الجيل كتاب العلامة د. الطاهر ويتذكر برنامج الصديق ثائر جياد الحسناوي فقط، وهو أشبه بالسطو المسالم.
أقول: أشبه بالسطو المسالم لأني أعرف ثائر جياد حيداً، وقد يكون اختياره لهذا الاسم نابعا من محبته للدكتور الطاهر، أو قد يكون لم يطلع على هذا الكتاب لا سيما انه يحمل شهادة في الرياضيات، كما أتذكر، وليس من همه الخوض في كتب الأدب؛ ولأني أعرفه مهتما بالأدب ومشاهيره، أدعوه بمحبة أن يضيف عبارة ( العنوان منقول عن كتاب علي جواد الطاهر “ج، س”) لأن الشائع هو ( س، ج) واستاذنا الطاهر كسر المألوف في هذا العنوان.
أكتب هذا وأدعو المعنيين بهذا البرنامج أن يلتفتوا لهذا الأمر، فلم يسبق أن شاهدنا برنامجا يحمل اسم ( خوارق اللاشعور) أو ( أسطورة الأدب الرفيع) وكلاهما من كتب عالم الاجتماع العراقي د. علي الوردي.
هي دعوة للوفاء لأساتذتنا ولا يراد منها الإساءة للصديق ثائر جياد الحسناوي، مع محبتي.
١ / ٥ / ٢٠٢٤