هذا الماضي الذي أرهق شراييني
أنبت الشيب باكرا بين ازهار شَعري
كيف أنسى مرافقة قاطفات التبغ في الطرقات الترابية
وقوائم الدواب تحفر عميقا ونثارها يعبق مع البوح وجمالات القلب ؟!
كيف أنسى سحر تلك الحياة البسيطة كينبوع يهذي الرَّيَّ والعطاء؟!
كيف أنسى العرَقَ وهو يتصبب من جبين أمي وهي تعجن والسراج يضيء جبهتها وزنديها كنجمة؟!
كيف أنسى والدي وهو يوقظنا الى القطاف قبل الفجر بحنان وردة الروح وجدي يقودنا إلى مرابع حقول التبغ والعتمة ضياع طريق؟!
ما أجملها وما أقساها وما الذَّ أن أعود الى عمر المراهقة كوردة جفَّتْ وعادت الى الجذور بنهم الخلود والعشق…!