أنا جرحٌ من خلود الأرز، أنا قُبلة الريح على إبر الصنوبر أنا لبنان الوجع على مر العصور، طهر الثلج على قمم الجبال وأنشودة الحرف من عمق جعيتا، انتفاضة العنقاء من تحت الرماد وجناحي نار لا تنطفئ أبدًا،
لبنان جرح خالد وصمود لا ينطفئ، هذه الأرض الصغيرة في مساحتها الكبيرة في تاريخها، وطن يتجلى فيه الجمال والعظمة رغم الوجع الذي مرّ به عبر العصور. جمع بين طهارة الطبيعة وقساوة الظروف، وبين الجبال الشامخة التي تحرس قممه ثلوج نقية، وبين الوديان العميقة التي تُخفي في طياتها قصص الصمود والتحدي. لبنان ليس مجرد جغرافيا، بل هو جرح خالد في قلب الزمن، جرح لا يندمل متجذر في صمودٍ أزلي، كأرزاته التي تعانق السماء منذ آلاف السنين.
الطبيعة في لبنان، بتضاريسها المتنوعة، تعكس جزءًا من روحه العميقة. فمن قمم الجبال المكسوة بالثلوج التي تشع بالنقاء، إلى غابات الصنوبر التي تتراقص أغصانها مع كل نفحة ريح، تجد أن هذه الطبيعة تحمل في طياتها رمز القوة والصمود،قُبلة الريح على إبر الصنوبر انسجام بين الإنسان والأرض، بين الألم والأمل.
لبنان والوجع المتراكم عبر العصور فلا يمكن فصل تاريخ لبنان عن الألم وجع يتراكم في ذاكرة الروح، ولكن رغم هذا الوجع، يظل لبنان قويًا، متماسكًا كأرزاته التي ترمز إلى الخلود. فاللبنانيون ورثوا من أرزهم الصمود أمام الرياح العاتية، واستمرارية الوجود مهما اشتدت الظروف.
لبنان ليس فقط حكاية وجع، بل هو أيضًا حكاية انتفاضة مستمرة. كالعنقاء التي تنهض من تحت الرماد، ينبعث لبنان مجددًا مع كل انتكاسة. في كل مرة يظن العالم أن لبنان قد انتهى، يعود من جديد، أقوى وأكثر إشراقًا. هذه القدرة على التجدد والاستمرار هي ما يجعل لبنان مميزًا. إنه وطن لا يعرف الاستسلام، حتى لو اشتدت عليه المحن.
جعيتا عمق الحرف وجمال الطبيعة تردد أصداء الطبيعة وكأنها أنشودة خالدة. هذه المغارة، التي تحتضن في داخلها جمالاً يفوق الوصف، ليست مجرد موقع طبيعي، بل هي رمز لما يحمله لبنان من عمق وثقافة. فهي كما لو أنها تعكس بأعماقها المظلمة والمضيئة معًا حالة لبنان. الحرف الذي ينطلق من هذه الأعماق هو حرف مميز، يحمل معه تراثًا ثقافيًا وحضاريًا عريقًا. من جعيتا ينطلق صوت لبنان ليصل إلى العالم، صوت مليء بالتاريخ والفن والعلم.
نار لا تنطفئ، صمود العنقاء
لبنان هو جناحا العنقاء، الطائر الأسطوري الذي يحترق ثم ينهض من رماده، وهو كذلك جناحا النار اللذان لا ينطفئان. في قلب كل لبناني يوجد هذا اللهب الذي لا يخبأ مهما اشتدت الظروف. هو شعلة من الكرامة والعزة التي لا تُقهر، برغم كل شيء، يبقى اللبناني مستمرًا في سعيه لتحقيق الأفضل، محاربًا كل ما يعيق طريقه.
النار التي لا تنطفئ في جناحي لبنان تلك هي إرادة الحياة التي تتجلى في كل نواحي هذا الوطن. هذه الإرادة التي جعلت من لبنان منارة في مجالات الفن، الثقافة، والابتكار رغم التحديات التي واجهها.
لبنان هو قصة من الألم والأمل، جرح خالد جرح يزهر بالصمود والتحدي. هو وطن تعانق فيه قمم الجبال السماء، وتحتضن الوديان ذكريات الشعوب التي مرت به. هذا هو لبناني شعلة من نور ونار لا تنطفئ أبدًا. في كل ركن من أركانه، في كل زقاق من أزقته، وفي كل قلب لبناني، لبنان خالدًا في الوجدان.