ما زالَ فِينا السِّجنُ والسَّجّانُ
ونَبِيضُ في الأقفاصِ يا جُبرانُ
وفِراخُنا رِيشُ السَّلاسِلِ غَشَّها
تَشْدو لِيأكُلَ صَوتَها السُّلطانُ
ما زال فينا كاهنٌ يخشى التّقاعُدَ
إن قضَى في نَزفِهِ الشَّيطانُ
ما زال فينا ألفُ “بَيْكٍ” تاجِرٍ
وعلى الرِّقابِ كلامُهُ أَرْسانُ
لكنَّما في الزّهرِ عطرٌ عِندَنا
مِن نَسْلِ حِبرِكَ… والعُطورُ بَيانُ
إنْ تُجهَضِ الأحلامُ تَبقَ بِخصْبِها
وَلَهَا الأَجِنّةُ بالعَنادِ تُصانُ
يا ثائرًا… مَوتُ العُروشِ حياتُهُ
إنَّ الجِباهَ لِأهلِها تِيجانُ
سَنُغادِرُ السِّجنَ العتيقَ… فَعَتْمُهُ
نَعلٌ لَنا… وَرِماحُنا القُضبانُ
لبنانُ حَرفُكَ مُذ تَعَملَقَ ثائرًا
وَمِنَ المَحابِرِ -إنْ عَلَت- أوطانُ