ريما عقيل
ريما عقيل
إلى رجل من زمن اللّامعقول
إلى من تخمد براءة عينيّ أمام الطّفولة الغافية في عينيه
إلى من يحيلني فتاة بكماء حين تتهادى سفن الكلام المعسول على ميناء شفتيه
إلى من أخاف دخول رحلة عشقه المجنون حتّى لا يبتدعني طفلة ضعيفة بين يديه
إليك
إلى ملاك لطالما حلمت به ولربّما التقيت به في إحدى ليالي تشرين
فجعلني أميرة تتعلّم لغة الحبّ والاشتياق والحنين
إليك يا رجل لا تنتمي إلى عالم الجنّ ولا إلى عالم البشر
بل إنّك مخلوق ملائكيّ تهبط إليّ من عالم بعيد… ربّما كان عالم القمر
فتحطّ رحالك في مملكتي الّتي استقالت من عالم الحبّ
في زمن أصبحت فيه قلوب النّاس من حجر
فتتوغّل امبراطوريّتي الّتي بصلواتي وبحمى الرّبّ
أوصدت أسوارها لتغرق في حقبة الوحدة والضّجر
إليك يا ملاك يعلو جبينه هالة من الأنوار
فبعد أن دخلت مملكتي، قرّرت أن أدخل مملكتك
سأجتاحها وأجتاز كلّ ما بنيته من أسوار
قرّرت أن أحتلّ كلّ خريطتك
وأغزو حضارتك لأستوطن كلّ ما لديك من جزر وبحار
سأعبر كلّ إشارات المرور في اختبارات عشقك الشّيطانيّة
أتوسّل إليك أن تكفّ عن بعثرة أوراقي
لأنّني أخاف أن يعتريني الخوف من نزعة حبّك الجنونيّة
أرجوك أن تعيد تنظيم دقّات قلبي وأشواقي
لأنّني لأوّل مرّة أجد نفسي عاجزة عن تحرير نفسي من احتلال امبراطوريّة
منذ اللّحظة الأولى احتللت كياني
بجنونك وعصبيّتك العربيّة كشفت أحزاني
أسألك ألّا تتوغّل أكثر حتّى لا تفضح ما بقي من أسرار
بدأت أتعلّم في صومعة عشقك أنّ الحياة بدونك انتحار
فصحيح أنّني مغرورة في عالم كلّ الرجال!
لكّنني متواضعة أمام ضحكتك وعفويّتك مع ما فيهما من جمال!
ريما عقيل