تصادفَ أنك فى المعمل .. لك حرية الروح ،. والطائر ،، وملك الله الفسيح ،. لابأس أن نتعطلً قليلًا فى الرياح الهادئة .. فى المعملِ تستطيع صنع سلالاتٍ لا تفنى ،، كما لا تستحدث المادة ..
..
للذيْن يغويان القصيدة ، لا أن تكون بذرةً عالقةً فى القمر ،. بينك وبينها المطر فى فتحة قميصٍ ،. فى كهفِ خفاش ،. فى شق فأر يلتهم فاكهة ،. فى رحلة تحت حماية سروال ،. سقط من فوق هضابها على قطيع غنم رابض ..
..
ليس لدىَّ ما أقوله ،. ومرئىٌ للعين قطيع ذئابٍ ،. أنا الجالس أدخن بهدوءٍ ،. أحاول أن تتأقلم عظامى على منحنياتِ صخرة يمكن إذا وقعتَ فى براثن عصابة أن تفعل هكذا ،. ليس لدى غير سجائر رديئة ،. بهدوء أجلس وأدخن ..
..
فى مساءاتٍ عديدةٍ مر الرعيان .. يقولون أن قطعانَهُم سئمت الحجارةَ وأن الأعشابَ فى منحدرٍ وعرٍ بعيدٍ ،. إنهم ما بين الجوع والحصى هاجروا مراتٍ ومراتٍ ، ما بين دغلٍ وماء آسنٍ ،. غنمٌ تتساقط قرونها وماعز عجاف وأسنانها متكسرة .. الأرض لا نبتة غير الأثل الجاف .. أجلس وأدخن بهدوء
..
تمر غمامات صخرية ،. الصخور عادة لا تطير سوى فى تلك المفازة .. غمامات الصخر أمامى وأجلس على صخرة ،. أرى الرعيان ،. غير أن كلبا – لم يكن شرسا – وآخر لا أدرى من أين أتى ،. ربما ذلكما صعلوكان من شياطين الصحراء
..
تتحرك الجمادات بالعطش والجوع والزفير .. مراسِم موت لكل أحلام الشعوبِ المُهاجرة بحد السيف يأكلها الغبار ،. فى الصّحراء مجبرين تحت وطأة آلة الحرب وضع رحالهم ..
..
العصور القديمة فى مصانع التبغ دخان ،. ودوائر ،. ودوامات .. وأحدثنى أين الكلب ذو الأنياب الذهبية والرأسين ..
..
مثلما تصادف أن توجد بابا فانغا ومع ذلك تغيب عنى حقائق ،. أنا مبصر بالحقيقة لكنى أعمى ،. أنا مثل بابا فانغا أعمى ولكنى أرى ،. صحراء أرفو بها عينى كثيرا كثيرا ولا أحدا ألتقيه ،. حزنى جبل رابض وقطيع نائم ،. وكلب زاغ وتبخر بين الغمام ..
..
هناك خيالات .. لابد أنها ناس ، أو بعير قافلة ، ربما !، وربما تلك عذابات تأتى بلا مقدمات !، هل يعبرنا الغيث أم تعبرنا تواريخ القبائل ، وهزائم المستعمرات ، وبخور التجارات ، وزنوج الرواحل ، والعبيد ،. تجارات البشر فى البشر ، وفى الدواب .. أجلس وأدخن ولابد أن أجلس وأدخن ،. وأشرب من فخار مكسور بقايا ماء آسن ..
..
فى انتظار كلب كل طاقته النظر إلىَّ وأنا أدخن ،. انفتح قفل ومزلاج ،. كنفط متجمد صخرة بازلت ،. أناس يتسربون تمتزج بهم دقات قلبى ،. دماء غزيرة ،. إنه لا يؤلم إنها لذة لم تدركها ،. وغير ذلك ،. ولم تكن تدرك أن الكلب ذو الرأسين اختفى ..
..
أجلس وأدخن .. لابد من هيأة حتى تستجيب الحواس ،. وحتى إن لم تستجب !. ما الذى يمكن فعله فى مفازة ،. لابد أن يكتملَ الرواقُ ، وأوراقُ المعاملِ ، ودفترُ الديونِ ، ويهدأ الرعاة الرسميون ،.
..
إنه لا يؤلم إنها لذة لم تدركها ،. وانسحبت أرضها من تحتى ،. أصبحت حجراً معلقاً ،، كل ما يرغبه شربة ماءٍ وهى نهرٌ غاضَ ،. لاشك أنك لسْتَ أولَ القافلة ولستَ آخرها .. الصعاليكُ عادةً بلا مواقد ،. لم يكن ليصلوا فى المدنِ المهجورةِ إلى طريقِ الحَرير ،.
..